طهران: محمد صالح صدقيان
أجری مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي الذي يزور طهران حاليا مباحثات، أمس السبت، مع كبار المسؤولين الإيرانيين قال عنها إنها ستسهم في إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 ؛ في الوقت الذي أعرب فيه الجانب الإيراني عن استعداده للتعاون مع الوكالة الدولية من أجل إزالة الشكوك بشأن الأنشطة النووية الإيرانية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني محمد إسلامي قال غروسي إنه تسلم من الجانب الإيراني برنامج عمل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية خلال الفترة المقبلة لافتا إلی ارتياحه للاجتماع مع العلماء الإيرانيين العاملين في المجال النووي الذي تم مساء الجمعة، وهي خطوة قالت عنها المصادر الإيرانية إنها حاولت تعزيز شفافية البرنامج النووي الإيراني .
ودان غروسي أي هجوم علی المؤسسات النووية من قبل الكيان الصهيوني مشددا علی عمل الوكالة وفرق التفتيش المهني البعيد عن التوظيفات السياسية .
من جانبه نفی رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84 بالمئة، مشيرا إلی أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى كشف جسيمات يورانيوم مخصب بنسبة 84 % وليس تخصيب اليورانيوم بنسبة 84 بالمئة.
وبشأن المواقع المشكوك بها من قبل الوكالة الدولية قال إسلامي إن الجانب الإيراني يعمل مع فرق التفتيش في إطار البرنامج الذي تم الاتفاق عليه لتبديد الشكوك بشأن هذه المواقع ؛ مشددا علی فرص الثقة التي يجب العمل علی تعزيزها بين الجانبين .
وقال إن دول الترويكا الأوروبية لا يمكنها ممارسة الضغط علی إيران في الوقت الذي يتم فيه التنصل من التزاماتهم المنصوص عليها في الاتفاق النووي .
وقال إن الاتفاق مع الوكالة الدولية قد تم علی تنفيذ نظام الضمانات التابع للوكالة وليس علی نظام الرقابة الوارد في الاتفاق النووي وهذه نقطة في غاية الأهمية للجانب الإيراني والتي تنسجم مع خطوات إيران التي نفذتها بعد انسحاب الجانب الأمريكي من الاتفاق النووي عام 2018 .
وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلمت الوكالة الدولية بأنها ستطبق قرارا صادرا من مجلس الشوری البرلمان بخفض التعاون علی خلفية بنود الاتفاق النووي خصوصا ما يتعلق بأنظمة الرقابة والإشراف الأمر الذي انعكس علی إزالة العديد من كاميرات المراقبة التي نصبت في المواقع النووية الإيرانية بعد التوقيع علی الاتفاق النووي .
وخلال لقائه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن استعداده للتعاون مع هذه الوكالة بشفافية شريطة التزام الوكالة وفرق التفتيش بالمهنية المطلوبة .
ورحب رئيسي بالاتفاق الذي تم بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والوكالة الدولية معربا عن أمله باستمرار هذا التعاون بعيدا عن الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف وتحديدا الكيان الإسرائيلي علی الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
ولاقت زيارة غروسي لطهران انقساما لدی الأوساط السياسية والصحافية، إذ تم الترحيب بها من قبل المعتدلين في الوقت الذي رأت فيه الأوساط المتشددة أنها ستخضع لضغوط الكيان الإسرائيلي والمتشددين في داخل الولايات المتحدة .