التسامح والتعايش السّلمي

آراء 2023/03/06
...

 علي حيدر فاضل 


في حقيقة الأمر مجتمعنا وبنسبة كبيرة جِداً منه إن لم يكُن بأكمله في وقتنا الحاضر يُعاني من فهم خاطئ للمفاهيم، التي تمكنه من التعايش مع الإختلافات الإنسانية اختلاف (عِرقي، ديني، ثقافي،..... إلخ)، بالتالي سيظهر سلوك خاطئ ايضا للمفاهيم بسبب وصول أفكارخاطئة لهم من قِبل وسائل عِدّة، ومن أبرزها وأهمها وأكثرها خطورة هي الوسائل الإعلاميّة، وذلك بسبب تزييف حقائق إنسانيّة بإمكانها أن تفرق جميع عناصر المجتمع، وأيضاً هُناك إيصال مفهوم خاطئ لما هية (الحُرية)، وبالتالي ستكون النتائج سلبية وبما لا تُحمَد عُقباها. 

 فيجب العمل على إنشاء مؤسسات تُبيّن الأساليب الصحيحة للتعايش من دون نِزاعاتٍ وحروب بين الأطراف المختلفة في المجتمع والتركيز على ما هو أولَى وأساسي.

إذ إنّ المفاهيم الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والسياسية، التي تطرح بصورة غير صحيحة تصنعُ العديد مِن نُقاطِ الضعف التي تمكن أي جهة تُريد بثَّ التَفرِقة في المجتمع مع الأخذ بنظر الإعتبار نوع التفرقة.

هُناك العديد من الأُسُس والتي بالإمكان اعتماُدها في وضع الحلول بالشكل الذي يستوفي توثيق الصلة بين الأفراد، وحتّى لا تكون هُناك أية نقاط ضعف تجعل أي جهة تريد بثَّ النزاعات وإيصال المجتمع لحالة من التطرُّف بجميع ألوانه، والذي يُسَبِّبُ تمزق المنظومة المجتمعية، وأبرزها هو ايصال المفهوم الصحيح لكيفيّة العيش معَ الاختلافات مِن خِلال فرضِ الرَّقابة على الجهاتِ المسؤولة عن التوعية بالقيم المختلفة (الدينية، العِرقية، الاجتماعية، الثقافية والسياسية...... إلخ، وإنَّ الجهات المسؤولة عن بثِّ الوعي ولا سيما مفهوم التعايش السلمي لها الدور الأبرز في إيصال قيم فكرية، إما بشكل صحيح وهو المطلوب أو نشر وترسيخ قيم مُغالِطة تماماً ومُنافية للمنطق العقلي مما تُسبِّب في طغيان جهة على جهة في التنظيم المجتمعي ظناً منها أن لها كامل الحقّ في ذلك ولكن هذا غيرُ صحيح.

هُنا يجب أن تُقام مؤسسات تخضع لرقابة قانونيّة عادلة تدرس نقاط الضّعف في المجتمع وتصحح مضمون ومحتوى المناهج المعطاة لجميع الأفراد، لا سيما القطاع التربوي والتعليمي لما له من تأثير لا يُستهان بهِ أبداً، وأيضاً نشر وبثّ التوعية الأسريّة السليمة التي ينشأُ عليها كلُّ فرد في المجتمع، حتى يكون أساس القيم الفكرية المختلفة ذات مصدر سليم.

إذن يجب التنويه والتشديد على أمر مهم يغفل عنه الكثيرون وهو أنَّ السلاح الفكري السليم لطالما كانَ وسيبقى أقوى الأسلحة التي يمكن وفي مثل حالنا هذهِ اتخاذهُ كدرعٍ، بإمكاننا من خلالهِ التصدي للهجمات الفكريّة المتطرّفة تماماً وكُليّاً التي تتخذها الدول المتربعة على عرش السلطة كسلاح تدميري لجميع المستويات الفكرية مع اختلافاتها، قبل استخدام الأسلحة بمُسمّاها المعروف.