الدكتور علي العتابي: فرصتنا كبيرة لحماية أبنائنا من الجريمة

ولد وبنت 2023/03/06
...

  بغداد :  الصباح 


لا يولد الإنسان مجرماً، بل ظروفه وأسباب كثيرة تدفعه للدخول بذلك العالم المظلم، وقد تزايد ارتكاب الجرائم مؤخرا من قبل الشباب، فانتشرت كظاهرة سلبية بدأت تشكل خطرا على المجتمع لا يمكن السكوت عنه.

يرى رئيس الجمعية العلمية للدراسات التربوية المستدامة الدكتور علي العتابي أن السبب الرئيس لذلك هو اختلال المنظومة القيمية بالآونة الأخيرة، إضافة إلى البطالة وبقاء عدد كبير من الشباب بدون عمل، لذلك نفسيا هذا السكون يولّد عند كثير منهم أفكاراً عدوانية اتجاه الآخرين، إلى جانب قلة الدخل أمام متطلباتهم ما يدفعهم للجوء إلى الجريمة. 

من جهة اخرى اكد العتابي في مجال علم النفس نطلق تسمية (النمذجة) أو  تقليد البعض، ومن لديه اختلال بتركيبته النفسية أو شخصيته أو بنيته بصورة عامة، يميل إلى أن ياخذ مثالا سيئا ويقوم بتمثيله وتقليده بهذه الأعمال. 

موضحا أن الأسرة تعد البيئة الأم للفرد التي نستطيع من خلالها أن نغرس به الصفات الإيجابية، وبالتأكيد  تطمح أن يكون ابنها عنصراً فعالا ومتكيفاً اجتماعيا بشكل جيد، لكن للأسف تظهر المؤثرات الخارجية في العمل أو الشارع، فتؤثر فيه سلبا وتحوله من شخص إيجابي إلى آخر سلبي. 

مشيرا إلى أن الجهات المسؤولة بالدرجة الاولى هي الاعلامية والمؤسسات التربوية، وكذلك الاكاديمية اضافة إلى منظمات المجتمع المدني، لذا عليها أن تاخذ دورها في توجيهه وارشاده وتقديم النصيحة له، عند قيامه بعمل سلبي معين، حتى وإن كان بسيطا لتلافيه، قبل أن يصبح مستعدا لأعمال أكبر. 

مشيداً بدور وزارة الداخلية التي تقوم بين آونة واخرى بعرض حالات من الجرائم عبر وسائل الاعلام والتواصل، والهدف الرئيس من ذلك توعية الشباب بالخطأ وعواقبه، وتذكيرهم بوجود القانون، وأن تلك الاعمال لا تعود عليهم بالفائدة، على العكس تماما، فالمجرم يخسر مستقبله وتدمر حياته.

ويختتم الدكتورعلي العتابي بالاشارة إلى الموقف الرائع للعشائر العراقية، التي أخذت مؤخرا بإعلان التبرؤ من الشخص الذي يقوم بهكذا جرائم، فتتخلى وتنسحب عنه بعدم الوقوف إلى جانبه، أو القيام بفصول عشائريَّة من أجله، بل ولا حتى تكلف محاميا للدفاع عنه، لكي يكون ذلك رادعا قويا لكل من يفكر بارتكاب  الجرائم.