اجتماع مجموعة العشرين

قضايا عربية ودولية 2023/03/06
...

علي حسن الفواز

ماجرى خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين كشف عن طبيعة التقاطعات والتوترات السياسية بين دولها، وعن خفوت «اللغة « الدبلوماسية، مقابل صعود لغة التشكيك والاتهام، لاسيما مايتعلق بالموقف من الحرب الروسية الأوكرانية، وصولاً إلى فشل الوزراء في إصدار بيان ختامي يتضمن موقفاً واضحاً 

من إيقاف الأعمال الحربية.

التوافق الروسي الصيني في اجتماع نيودلهي، كان السبب الضاغط في رفض اتخاذ موقف سياسي ضد روسيا، وفي إثارة حفيظة دول أوروبية أخرى، عملت على جعل موضوع الحرب هو المحور الأساسي في أعمال الاجتماع، وفي مناقشة قضايا جوهرية تخصّ ماهو خلافي بين دول الاقتصاديات الكبرى.  

المحور الروسي الصيني أسهم في قطع الطريق على الدبلوماسية الأميركية لفرض إرادتها، وعلى نحوٍ جعل من وزير خارجيتها يُصرّح بلهجة حادة بالقول: “للأسف، من جديد تُعكّر حرب روسيا غير المبررة في أوكرانيا صفو هذا الاجتماع” هذا التصريح كشف عن مأزق سياسي صريح، مثلما أشّر على مدى الخلاف العميق بين الولايات المتحدة و الثنائي الروسي الصيني، والذي لم يُخفف منه اللقاء “العابر” بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة لافروف وبيلكن، والذي بدا وكأنه لقاء “إعلامي” اكتفى بصورته الدبلوماسية، بعيداً عن أية مناقشة جدّية حول القضايا الخلافية، وحول تنسيق الجهود على مبادرةٍ أو اتفاقٍ يهدف إلى إيقاف الحرب المستعرة في باخموت الأوكرانية، والتي تحولت إلى نقطة ستراتيجية قد تُغيّر موازين الحرب الكبرى..

موقف الهند المُستضيفة لأعمال المؤتمر، كان مُحايداً من الحرب في أوكرانيا، ومتوازناً في إدارته الدبلوماسية، فرغم تأييد غالبية الدول تأييد الموقف المُندد بالحرب، إلّا أن الحفاظ على ذلك التوازن، جعل من هذا الموقف أكثر “ براغماتية” في التعاطي مع الخلاف الروسي الأميركي، إلّا أنه كان كاشفاً عن انقسام دولي واضح حول مايجري في أوكرانيا، لاسيما أن هناك قضايا خلافية كثيرة بين روسيا والولايات المتحدة تم التغاضي عنها، ومنها الدعوة إلى عودة روسيا إلى معاهدة “ستارت الجديدة” وخفض التصعيد النووي بين البلدين، وقضايا الطاقة والممرات البحرية، واستمرار حُزم العقوبات على روسيا، والتي اقتربت من 6000 عقوبة، ناهيك عن الدعم العسكري المفتوح لأوكرانيا في حربها.