مؤتمر العراق للمناخ

آراء 2023/03/07
...

 نجاح العلي

العراق في مقدمة الدول الاكثر تضررًا من ظاهرة التغيرات المناخية؛ ويمثل الجفاف والتصحر والارتفاع المفرط في درجات الحرارة والعواصف الترابية وانخفاض مناسيب المياه أبرز التحديات البيئية التي يواجهها بلدنا.لذلك يأتي مؤتمر العراق للمناخ الذي من المقرر عقده في البصرة منتصف شهر اذار الحالي بحضور محلي واقليمي ودولي

استجابة لمواجهة التحديات البيئة ومن اجل الحد من تأثيراتها وتم اختيار البصرة لعقد هذا المؤتمر كونها الأكثر تضررا مناخيا من بقية المحافظات وخاصة تلوث الهواء بغاز الميثان، اذ إن البصرة وحدها تحرق غازا أكثر من السعودية والصين والهند وكندا، وفي شباط 2023 أكدت لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية، اثناء زيارتها محافظة البصرة، أن ما يقرب 90 % من إجمالي إنتاج النفط في العراق من محافظة البصرة وبحسب بيانات البنك الدولي فان العراق يحرق 17 مليار متر مكعب من الغاز سنويا وما يشكل 10 % من إجمالي الانبعاثات العالمية أكثر من نصف هذه الكميات تحرق في البصرة، فضلا عن الخسائر المالية التي تقدر 6 مليارات دولار سنويا. التغيرات المناخية واهمها الاحتباس الحراري بسبب الاستخدام المفرط للغازات الدفيئة الناتجة عن الوقود الاحفوري، ظاهرة عالمية جميع الدول والمجتمعات تتأثر بها مما يستوجب عقد المؤتمرات الدولية، لوضع الحلول الناجعة لمواجهتها وأهمها ضرورة اعتماد التنمية المستدامة والاستخدام الامثل للموارد المتاحة والتحول التدريجي نحو الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة والتي لاتنضب مما يقلل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون المسبب الاول والرئيس للاحتباس الحراري. 

الجهات القطاعية الاساسية لتحسين الواقع البيئي هي وزارة البيئة والزراعة والموارد المائية والكهرباء والنفط والصناعة والدوائر البلدية، خاصة اذا ما علمنا أنه بحسب التصريحات الرسمية لوزارة البيئة ان اكثر من

 90 % لأسباب تلوث الماء والهواء والتربة في العراق هي بسبب الممارسات الخاطئة للجهات الحكومية، وأهمها رمي المياه الثقيلة دون معالجة في المصادر المائية وعدم الاستخدام الكفوء لتدوير النفايات والاستمرار في حرق الغاز في الحقول  النفطية.