صالح حسن فارس: المنفى لا يكتب بل يعاش

ثقافة 2023/03/07
...

 بغداد: سامر المشعل 

بعد ربع قرن من الغربة والاحتراف المسرحي، مازال الفنان المسرحي صالح حسن فارس متأرجحا بين الجذور وهاجس الإبداع، يهزه الشوق الى الوطن والأهل فيقطع غربته ليتزود بجرعة من الحنين ثم يعود بطاقة أكبر ليقف بشموخ رافديني على خشبة المسرح.. حتى أنه ضمَّ مشاهدات زياراته للعراق بكتاب عنونه بـ «سبع زيارات.. سبع عيون».

وفي زيارته الأخيرة إلى أرض الوطن التقت جريدة «الصباح» بالفنان المسرحي صالح حسن فارس وكان معه هذا الحوار:

وعند عودته إلى هولندا قدم عرضا مسرحيا بعنوان “حكايتي” وعن مضامين العمل تحدث صالح قائلا: “العمل من تمثيلي وكتابتي وإخراجي.. النص كتب بطريقة السرد الحكائي، وهو نوع من المسرح القصصي، قدم بأكثر من مدينة هولنديَّة والآن يعاد تقديمه في مدينة امستلفين. المسرحية تتحدث عن شخص غادر وطنه الى الجنة الباردة، يرافق العمل عزف حي على آلة الكمان للفنان العراقي عضيد.. يحاول الفنان أن يعيد الماضي الى الحاضر من خلال التشويش”.

ويستطرد صالح.. محاولة العودة إلى الجذور ثمة صراع داخلي مع أطياف الماضي وصور غائمة للمستقبل، كيف غادر وطنه ولماذا؟.. الاسئلة لا تقدم إجابات، تناقش فكرة الاغتراب وحياة المغترب، لكن البطل لا يفقد بوصلة الحياة ويبقى متفائلا.. ملخص الفكرة هي سرد يرويه البطل منذ هروبه من العراق وكيف وصل إلى هولندا.

أثناء زيارات الفنان صالح حسن فارس إلى العراق قدم العديد من الأعمال المسرحية والورش ومنها مسرحية “أين .. هناك” على خشبة المسرح الوطني، وعمل مسرحي آخر بعنوان “اشتعال انطفاء” كذلك قدم ورشة مسرحية عن تقنيات الجسد في كلية الفنون الجميلة.

وعن التصاقه بأرض الوطن يقول: “أنا سومري جذوري عراقية، أتمنى أن أزور العراق كل عام، لكن الانشغالات بتفاصيل الحياة اليوميَّة لا تتيح لنا تلبية هذه الرغبة، المنفى لا يكتب، بل يعاش مثلما يقول عتيق رحيمي، الزيارة الأخيرة أتعبتني من البهجة والكرم، العراق بلد لا يموت دائما ينهض من جديد، هذه هي الزيارة السابعة، وأنا كتبت سبع مقالات وسوف أضمهم لكتاب بعنوان “سبع زيارات.. سبع عيون” وهو الكتاب الثاني لي بعد كتاب “امستل”، الكتاب يتحدث عن زياراتي للعراق، ماذا شاهدت، وعملية الربط بين العراق وهولندا.. لماذا سبع زيارات؟ كنت بالابتدائية آخذ درجة 7 وعندي سبع أخوة، بيتنا رقمه سبعة، الله أوصى بسابع جار، النوتة الموسيقية سبع درجات، الطيف الشمسي سبع ألوان.. الخ والعودة إلى الوطن تعني لي العودة إلى الرحم الذي خرجت منه الى العالم.

وعن تلاقح الثقافتين العربية والاوربية أوضح صالح حسن فارس “للمسرح دور كبير بالتأثير ويجمع بين الأدب والفن، عندما وصلت إلى هولندا درست اللغة والفن ودرست على يد المخرج اجلوبارد ودرست في امستردام عن الجسد ودرست في ايطاليا لمدة أسبوع في ورشة عن التصوّف والجسد في جامعة روما مع المخرج قاسم البياتلي.

ويضيف أن: أول عمل قدمته كان باللغة العربية لأن الجمهور كان عربياً، بعدها قدمت عملا صامتا، وعندما تمكنت من اللغة الهولندية قدمت عملا باللغة الهولنديّة، وأنا الآن أعمل معهم، ينوّه إلى أن الاوربيين يتسع قلبهم لسماع الثقافة الأخرى.

ويشير فارس إلى أن الهولنديين يسبقوننا بعشرات السنين، من التطور على الرغم من أن المسرح الهولندي يعد متأخراً بالنسبة للمسرح الفرنسي والألماني، لكن، عندهم مسرح متطور وغير ثابت، وليس هناك مقص على الورق أو ذاكرة المؤلف. الحرية هي كلّ شيء في اوروبا وهولندا، وأنا خرجت من العراق من أجل حريتي وإنسانيتي.