امتطاء الخيول بدأ قبل 5 آلاف سنة

علوم وتكنلوجيا 2023/03/07
...

 واشنطن: أ ف ب


من هم أول البشر الذين امتطوا الخيول؟ يعتقد الباحثون أنهم وجدوا أقدم دليلٍ معروفٍ على أنَّ الإنسان بدأ يركب الأحصنة في أوروبا قبل خمسة آلاف عام، في المنطقة التي تطورت فيها نشأت ثقافة اليمنايا.

واستند هؤلاء الباحثين في دراستهم التي نشرت الجمعة في مجلة "ساينس أدفانسز" إلى تحليل هياكل عظمية بشرية عُثر غيها في بلغاريا والمجر ورومانيا.

وذكّرت الدراسة بأن العلماء متفقون على أن تدجين الخيول بدأ قرابة العام 3500 إلى 3000 قبل الميلاد من أجل استدرار حليبها، لكنها أشارت إلى أنَّ "تحديد تاريخ نشوء الفروسية ينطوي على صعوبة أكبر". وتوصل الباحثون من جامعة هلسنكي ومؤسسات بحثية أوروبية أخرى إلى أنَّ الفرسان الأوَل يعودون إلى ما بين 3000 و2500 سنة قبل الميلاد، وكانوا ضمن مجموعات من البدو الرحّل من شعب اليمنايا. وأوضح الباحثون أن النتائج التي حصلوا عليها "تؤكد الفرضية القائلة إن ركوب الخيل كان بالفعل نشاطاً مألوفاً لشعب اليمنايا قبل ثلاثة آلاف عام من الميلاد". واستُمِدَت هذه النتائج من درس هياكل عظمية بشرية كانت مدفونة وفقاً للأصول المتَّبَعَة في ذلك الوقت، تحت أكوام من التراب تُعرَف باسم "تلال الدفن" (kurgans).

وتبيّن لهم أن هذه الهياكل العظمية عائدة إلى فرسان.

وقال مارتن تراوتمان الذي شارك في إعداد الدراسة إن "الهيكل العظمي لإنسان على قيد الحياة يتفاعل". وشرح أن "امتطاء الحصان يتطلب حفاظ الشخص على توازنه باستمرار، وعليه تالياً أن يضغط بقوة بساقيه"، ما يُحدِث آثاراً معروفة الشكل على شكل العظام.

وقال إن "من المعروف أن سروج الأحصنة وركابها وُجدت بعد ذلك بوقت طويل"، مرجّحاً أن الفرسان كانوا يركبون الأحصنة من دون أي معدات كهذه، وكانوا يكتفون بإمساك بدة الحصان، أي شعره.

ولاحظ أستاذ علم الآثار في جامعة هلسنكي فولكر هيد أن نتائج الدراسة التي أجراها هؤلاء الباحثون "تتطابق تماماً مع الصورة العامة لثقافة اليمنايا". 

وقال هيد "كنا أصلاً نشتبه في أنهم استخدموا الخيول"، مشيراً إلى أن هذا العامل يمكن أن يساهم في تفسير التوسع الجغرافي "الاستثنائي" لهذا الشعب طوال أجيال عدة. وشدد الباحثون على أن "من الصعب أن يكون هذا التوسع حصل من دون أن تكون وسائل النقل شهدت 

تطوراً".

وأفاد الباحثون أن الخيول كانت تُستخدَم في مرحلة أولى في التبادل التجاري وفي الهجرة من موقع إلى آخر، وفي حراسة مزارع الماشية وقطعان الأبقار 

والأغنام. ووصف تراوتمان فرسان شعوب اليمنايا في ذلك العصر بأنهم "كانوا رعاة بقر، ولم يكونوا محاربين".