باريس: أ ف ب
تستفيد شركات تصنيع سيارات عدة على غرار "بورشه" و"ميني كوبر" و"لامبورغيني" من النجاح الذي تحظى به الدراجات الكهربائية، كي توسّع قاعدة زبائنها وتربط اسمها بالمركبات الصديقة للبيئة. وتوفر "بورشه"، دراجات يتخطى سعرها الثمانية آلاف يورو، بينما تستعد للدخول في منافسة شرسة في المجال، إذ استثمرت في ماركة "غرايب" الكرواتية واستحوذت عام 2022 على شركة "فازوا" الألمانية المصنعة للمحركات الكهربائية.
وستطوّر "بورشه إي بايك برفورمنس" أحدث المحركات والبطاريات الكهربائية والبرامج الحاسوبية الخاصة بالدراجات، وتسوّقها، بالإضافة إلى إطلاق طُرُز جديدة من الدراجات الكهربائية بحلول عام 2025.
من جانبها، دخلت ماركة "ميني كوبر" مجال الدراجات الكهربائية، مع الإعلان الأخير لشركة "أنغيل" الناشئة للدراجات الذكية بأنها ستصمّم وتصنّع في فرنسا طرازاً من الدراجات الكهربائية للشركة البريطانية.
وتسعى "ميني كوبر" إلى تعزيز هويتها المُدنية والكهربائية، فيما تطمح لأن تكون مبيعاتها بحلول عام 2023 متأتية بصورة كاملة من سيارات تعمل بالبطاريات.
ويشير معهد "كزيرفي" للأبحاث، في تقرير، إلى أنّ مع التوجه نحو المركبات كهربائية، "كان لنجاح سوق الدراجات الفضل في استقطاب مزيد من اللاعبين الجدد المتخصصين في مجالات أخرى".
ويؤكّد مؤسس "أنغيل" رجل الأعمال الفرنسي مارك سيمونسيني أنّ إطلاق الشركة الناشئة المتخصصة في تصنيع دراجات ذكية (تُباع الواحدة منها بنحو 3 آلاف يورو)، أثّر بصورة كبيرة على السيارات التي تتسع لشخص واحد والمركبات وذات المحركات الحرارية، على غرار منافستها "فان موف".
ويقول سيمونسيني "منذ أن باتت السيارات كهربائية ولا تتسم بشكل كبير بطابع الفردية، اعتبرنا أنّنا قد فزنا بالرهان"، مضيفاً ان "(ميني كوبر) تُعدّ سيارة مُدنية بامتياز، فخبرتنا تتمحور على هذا الجانب".
ويشير المصمم جان-لوي غريشان، وهو أمين معرض "بيسيكليت، فير دي فيلو" المُقام في سان-غتيان الفرنسية والمستمر حتى مطلع أيار، إلى وجود رابط وثيق بين الدراجات والسيارات يعود إلى تاريخ الثورة الصناعية. لكن بعد الحرب العالمية الثانية، استُبدلت الدراجة الهوائية التي كانت "أكثر أداة تُستخدم للتنقل الفردي" بالسيارة، واقتُصر استخدام الدراجات على "ممارسة الرياضة والتجوّل السياحي"، بحسب فريشان. إلا أنّ الشركات المصنّعة للسيارات لم تغادر المجال، بل حققت نجاحات وانتجت مركبات من النوعين.
وتنافست شركتا "بيجو" التي كانت الرقم الأول عالمياً في تصنيع الدراجات الهوائية، و"رينو" التي كانت تستحوذ سابقاً على "سيكل جيتان"، في دورة فرنسا للدراجات الهوائية في أواخر سبعينات القرن العشرين. ولا تزال "بيجو" توفّر طرازاً من الدراجات الهوائية، لكنّ جهة شريكة لها تتولى تجميع هذه المركبات. واقترحت كل من "اودي" و"هوندا" نماذج ثورية من الدراجات، إلا أنها لم تُسوَّق.
وأطلقت شركات كثيرة أخرى دراجاتها الهوائية (أو مركبات "سكوتر" في المرحلة الأخيرة)، من أمثال "لامبورغيني" و"بوغاتي".
ونجحت "رينو" نهاية عام 2022 بتسويق دراجات سباق تدخل ألياف الكربون في صناعتها (بسعر 9 آلاف يورو) ومن تصميم شركة "لا بيار"، بهدف الترويج لماركتها الرياضية "ألبين". ومن المرتقب إطلاق نموذج يعمل على الطرقات الوعرة في الصيف المقبل.