زلزال الطبيعة.. زلزال السياسة

آراء 2023/03/13
...

 كاظم الحسن     

رغم هول الفاجعة التي أصابت تركيا، خلال هذه الفترة والآثار المدمرة، التي خلفها الزلزال على هذ البلد المنكوب وربما، جعل العالم أجمع.

يتعاطف ويهب لنجدة تركيا والوقوف معها في هذا الظرف العصيب، لكن الزلازل السياسية الكارثية ولأنها من فعل الانسان، فتجد من يدافع عنها ويقول إنه شر لا بد منه، لننظر إلى القرن الماضي وما فعلته الحروب، وهي أقسى من الزلازل الطبيعية بكثير الحرب العالمية الأولى، كان وقعها غير مسبوق في حجم الدمار والخسائر وعدد الضحايا، وقد سميت (الحرب العالمية العظمى)، وقيل عنها الحرب التي ستنهي كل الحروب بعدها، بسب أهوالها وقسوتها من جراء انبعاث الشرور والوحشية الكامنة في نفوس البشر، حيث لقي أكثر من 9 ملايين مقاتل و7 ملايين مدني مصرعهم، من جراء الحرب؟

في الوقت نفسه اعتقد الكثير من ذوي التفكير التنويري، أن السعادة والرفاه والازدهار، سوف يعم البشرية وان الحياة مقبلة وليست مدبرة عنهم ولكنه الزلزال البشري الذي امتد خمس سنوات لا غير. 

وزلزال الطبيعة ليس اكثر من ثانيتين أو بضع منها "لا يأبه زلزال تركيا"، والبعض بكل سذاجة، ينسبه إلى غضب الطبيعة ويسقط انفعالته وصورته عليها ويفترض الضحايا مذنبين وحلّت عليهم اللعنة. "ومن المضحك أن الطاغية بعد قتل صهره وعائلته من جهة الأب، اعتبرهم شهداء الغضب"، وهكذا الانسان يحاول تبويب الاحداث على مزاجه لاكما هي. من المعروف أن قوانين الطبيعة، لا تأبه بمشاعر الانسان، فالدول الواقعة على خط الزلزال الطبيعي أو السياسي، يصيبها الزلزال بنوعيه.

قد يكن ما أنشده المتنبي، والظلم من شيم النفوس/ فإن تجد ذا عفة فلعله لا يظلم. صحيحا. 

ولذلك قيل إن الحكم المطلق مفسدة، مهما كان الحاكم وعليه تم استحداث السلطات الثلاث، من أجل وقف الطغيان والاستبداد، ولم يكن ذلك كافيا في بعض الشعوب، التي تقدس الحاكم الأوحد وكأنها تعشق خناقها كما يقال عن القطط؟ في كثير من الأحيان، يبرر المنتج للأفلام اختياره للهابطة منها، هو الجمهور عاوز كده، أو شباك التذاكر هو الحكم والفيصل في الرأي.

الانسان له قدرة على التأويل والتبرير، حتى في الجرائم وقد قيل الكثير في قدح الاستشراق، لأنه يعبر ويمثل الشرق الصامت، ومن الطبيعي حسب المركزية الاوروبية، أن يكون الانحياز إلى المتكلم اي العرقية الأوروبية والشيء نفسه يقال "حب وحجي واكره وحجي" العقل هنا غير منطقي، بل يعمل للدفاع عن مصالح صاحبه وليس عن المثل والقيم والتي تحفظ ولا يعمل بها إلا عند الحاجة، اي يتجمل الانسان بها ويخلعها عند لزوم ما يلزم. 

يعرف عن الانسان بطبيعته أنه يميل إلى النزعة المادية وليس المثالية، بين عقله وقلبه والأرجحية لما يمسكه بيده من من منافع ومكاسب.