ميقاتي: الحكومة لا تتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي

قضايا عربية ودولية 2023/03/13
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


رحبت الفعاليات السياسية في بيروت بالاتفاق السعودي الإيراني باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكدة أن لهذا الاتفاق آثارا جيدة في الاستقرار في المنطقة، وأعربت عن أملها أن تصل ارتداداته الإيجابية إلى لبنان لاسيما في الملف الرئاسي المتعثر، في وقت حذر فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من أن لبنان لن يتحمل الأزمة طويلاً وأن تلك الأزمة باتت في عنق الزجاجة وقد تنفجر في أي لحظة، داعياً إلى ضرورة حسم ملف رئاسة الجمهورية بأسرع وقت.  وتعذر على القوى الفاعلة في لبنان الوصول إلى خرق في الاشتباك السياسي المعقد لوضع حد للشغور الرئاسي الذي تجاوز الأربعة أشهر من دون أن يتمكن الفرقاء السياسيون من تأمين النصاب المنشود برلمانياً، ويأمل مراقبون أن يسهم التوافق الإيراني السعودي في فك الاختناق السياسي في هذا الملف الشائك.

وأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، عن ارتياح بلاده حيال التطورات الأخيرة في ملف العلاقات السعودية الإيرانية، وأكد تأييد لبنان لأي مسار توافقي في المنطقة، وأضاف أن "تطورات العلاقات السعودية الإيرانية، فرصة لكي نتنفس في المنطقة وننظر إلى الأمام". من جانب آخر، حذر ميقاتي، من أن لبنان لن يتمكن من احتمال الأزمة التي يمر بها طويلاً، وأضاف أن "المواطن اللبناني لا يستطيع أن يغفل عن أن الأزمة التي يعيشها لبنان ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات امتدت لسنوات". وتابع: "لطالما حذرت سابقاً، حتى قبل أن أتولى رئاسة الحكومة، من أن الإجراءات المتخذة موضعية، وأن الأزمة باتت في عنق الزجاجة، وقد تنفجر في أي لحظة، ويجب الإسراع في تنفيذ الإصلاحات البنيوية المطلوبة، قبل استفحال الأزمة ووصولها إلى نقطة اللاعودة". وأكد ميقاتي، أن الإسراع في انتخاب رئيس جديد، "سيتيح للبنان فترة سماح تترافق مع تشكيل حكومة جديدة، واستكمال ورشة الإصلاحات، التي ستمكن لبنان من ولوج باب الحل والتعافي أخيراً"، وشدد على أن "الحكومة لا يمكنها تحمل مسؤولية، غياب رئيس الجمهورية والشغور في منصب الرئاسة"، جازماً باستمرار الحكومة في الاجتماع "برغم الاعتراضات التي تبديها بعض الجماعات، وتحديداً فريق الرئيس السابق، ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل". إلى ذلك، رحب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بـ"التقارب بين المملكة العربيّة السعوديّة وجمهوريّة إيران الإسلاميّة، واستعادة العلاقات الدبلوماسيّة بينهما بعد انقطاع دام ستّ سنوات"، وأضاف أمس في عظة الأحد: " نبارك هذه الخطوة التي تندرج في خّط المصالحة السياسيّة. وكم نتمنّى ونرجو أن تحصل عندنا في لبنان وصولًا إلى استعادة هويّته الطبيعيّة - أي حياده وتحييده عن الصراعات والنزاعات والحروب الخارجيّة - لكي يكون مكان التلاقي وحوار الأديان والحضارات، وهذه دعوته التاريخية". بينما أكد النّائب أشرف ريفي، أنّ "استعادة العلاقات الدّبلوماسيّة بين السعودية وإيران، وفق التّعهّد بعدم التّدخّل في الشّؤون الدّاخليّة للدّول، يمكن أن تكون بداية حقيقيّة في المنطقة"، وأبدى اعتقاده في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، بأنّ "هذا الاتّفاق ستكون ترجمته لمصلحة استقرار لبنان وسيادته".

وكان لافتاً ترحيب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بالاتفاق السعودي الإيراني، مشيراً إلى "أن حزب الله مطمئن إلى أن لا مساومات على قوى المقاومة من جانب إيران"، معتبراً أن "التعاون الإيراني السعودي يمكن أن يساعد في لبنان، لكن المساعدة شيء والإملاء شيء آخر، ونحن لا نقبل الإملاء حتى من صديق".

أما رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، فذكر أنه "أخيراً حصل ما كان يجب أن يكون: اتفاق السعودية وإيران، وقريباً سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطول لبنان، اللهمّ نجّنا من مخرّبيه".