الصمود الفلسطيني.. الفشل الإسرائيلي

قضايا عربية ودولية 2023/03/13
...

علي حسن الفواز



الكيان الإسرائيلي فقد توازنه، وصار يمارس عشوائيته العسكرية كجزء من سياساته الأكثر عبثا، والأكثر تمثيلا لرعب الدولة الهجينة، فما يحدث يكشف بالفعل عن "أزمة تاريخية" وعن صراع يتجاوز حدود الأرض إلى العقل، وحدود الهوية إلى الفكر، وبهذا فإن العنف الإسرائيلي هو عنف يُعبّر عن عقدة التفكير بالخلاص، وبالبحث عن عدو جاهز.

التظاهرات في شوارع الكيان الإسرائيلي، تكشف عن انقسام عميق، وعن صراع داخلي، يقابلها عنف تمارسه قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، الذي راح ضحيته العشرات من الشهداء، وآخرها ما حدث في مدينة جنين ومخيمها، فضلا عن سياسات العزل والغلق التي تمارسها تلك القوات بحق المدن الفلسطينية، وتعريض سكانها إلى أبشع ممارسات الترويع والقمع.

ما يجري في الأراضي المحتلة يكشف عن أزمة الاحتلال، وعن عقدة فشله في السيطرة، وفي فرض سياسة الأمر الواقع، وحتى الفشل في مشروع "تهويد القدس" والعجز في مواجهة تداعيات الصراع الداخلي، الذي بدا واضحا من خلال مظاهر الانهيار الاقتصادي وتزايد حجم البطالة، وفي محدودية نجاح سياساته في التطبيع، وفي طموحه في صناعة أسواق خارج الكيان لدعم استثمار شركاته المنهارة.

الصمود الفلسطيني هو العنوان الأبرز، والأكثر تعبيرا عن عقدة الفشل الإسرائيلي، الذي بات مُحرجا حتى للدول الداعمة للكيان، لاسيما بعد المطالبة بعدم قيام الجهات الأميركية بمقابلة "وزير المالية الإسرائيلي" بسبب تغوّل سياسات الاستيطان والعنف والكراهية التي تمارسها حكومة "نتن ياهو" اليمينية، وهو ما يعني تصدّعا، حتى لو كان إعلاميا، مع سلطة الكيان، ومع رهاناته على التعمّد في سياسة العنف، وعلى قدرة تلك "الحكومة" على مواجهة تحديات الواقع، وضعفها في ضبط المعطيات الأمنية التي باتت أكثر عرضة للخرق، وربما ستُهدد المؤسسة الأمنية ذاتها، لاسيما بعد ضعف استجابة الكثير من "المجندين" للانخراط في معسكراتها، بعد أن فقدوا الثقة بها، وبقوانينها الجائرة التي باتت تكشف عن الخواء الذي يعيشه الكيان الاحتلالي، وعن طبيعة "أزمته التاريخية" وفشله في مواجهة الصمود الفلسطيني الكبير.