أمير يونس: للعتمة جمالها الخاص

الصفحة الاخيرة 2023/03/14
...

 عباس رضا الموسوي 


أثارتني لوحاته بأفكارها الغريبة والسواد الطاغي عليها وكأن موضوعاتها تحاكي الجانب المظلم في حياتنا، فضلاً عن عناوينها القريبة من الخوف: "القيامة، أثر الشيطان، وقت الموت، سجينة، إعصار"، وغيرها من عناوين فضل الفنان الشاب أمير يونس إظهارها أمامنا كلوحات فيها من نسج الخيال ما يكفي لتجد نفسك غارقاً في التأمل.

ويقول الفنان أمير يونس لـ "الصباح": في عام 2015 وجدت نفسي قد تعلقت بهذا الفن الذي يتناول أموراً عقلية ومجتمعية ليكون بمثابة الفرصة لطرح أفكاري عبر لوحاتي.

وعن الأسباب التي تحتم عليه إغراق لوحاته بنسج الخيال يقول: إن "الخيال هو الشيء الوحيد الذي نتوسع به وليست له حدود، إذ إنه المساعد الأول والأخير في نسج أفكاري واستخراج فحوى الفكرة التي أريد أن أضعها على الورقة، وأساس الأفكار يعتمد على تكوين مشهد خيالي يمكنني من دمجه مع الموديلات التي أريد أن أرسمها و أضع لها قصة".

وبشأن العلاقة التي تجمع العتمة مع لوحاته يوضح أن "العتمة لها جمالها الخاص وطابعها المميز وتمتلك جرأة كبيرة في الفن، لذا وجدت العتمة مكانها ومستقرها في فني وأكدت وجودها من خلال أعمالي التي لامست الظلام بهيئتها وتكوينها، وهكذا فن يتناول الأفكار يجب أن يكون بلون أسود ومعتم وغامض، حتى يبرز الفكرة وفحواها بشكل واضح". ويضيف أن "السبب الآخر هو أنني أعاني من رهاب الضوء بشكل كبير، خصوصاً الضوء الأبيض وكان هذا السبب وراء توجهي للرسم باتجاه العتمة".

وعن الهواجس والاضطرابات التي غرقت فيها لوحاته، إن كان عاشها في يوم ما، يقول الفنان أمير يونس: عشت بعضها ومثال ذلك أحداث لوحتي "الضوء الأسود" والبعض الآخر لم أعشها، إنما تأملتها في قصص الآخرين، مثل لوحتي "صامدة" وهي حكاية عن امرأة اتسمت بالصمود.

واختتم هذا الفنان الشاب الذي أخذت لوحاته تجد طريقها في مجال الإبداع: لدي موهبة أخرى تتمثل بكتابة القصة القصيرة والتي تكون موضوعاتها غريبة ومخيفة، وأن أغلب كتاباتي بالتحدث عن لسان الجمادات والأشياء الصامتة التي لا تنطق ولا تمتلك حياة.