لكل سؤال جواب

آراء 2019/04/13
...

حسين الصدر 
 

- 1 -
تُثار العديد من الأسئلة في مختلف الحقول والمجالات ابتداءً بالسؤال عن تاريخ ميلادك ولا تنتهي عند حدّ معين.
وبعبارة أخرى:
إنَّ المجاهيل أكثر المعلومات، حتى قيل:
إذا أعطيتَ العلم كلّكَ فلا يُعطيك إلاّ بعضه، والنتيجة الطبيعيَّة لتراكم المجاهيل هي أن تكثر الأسئلة وتتناسل..
 
- 2 -
وهناك أسئلة خطيرة من طراز السؤال القائل:
إذا كان لكلّ مخلوق خالق فمن الذي خلق الخالق؟
وهذا السؤال هو سؤال الجهّال، ذلك أنك حين تسأل من الذي خلق الخالق جَعَلتَهُ مخلوقاً..!
فالسؤال باطلٌ من أساسه 
أنّ كل مخلوق لا ينتقل من مرحلة العدم الى مرحلة الوجود إلا بقدرة (واجب الوجود) الذي يُفيض عليه هذه النعمة – نعمة الوجود -، وإليه يرجع الخلق والأمر دون غيره.
إنَّ العقل يدل على وجود علةٍ تُعطي ولا تأخذ
يقول الشاعر:
يعترضُ العقل على خالقٍ 
مِنْ بعضِ مَصْنُوعاتِهِ العقلُ 
إنْ يعترضْ عقلٌ على رَبِّهِ
فذلك العقلُ هو الجهلُ 
وروي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب قوله:
{ تَكَلَّموا في خلق الله،
ولا تكلموا في الله.
إنّ التكلّم في الله لا يزيد صاحبه الاّ تحيراً}
 
- 3 -
ونظير السؤال السابق سؤال
يقول:
متى وُجدَ الله؟
والجواب:
متى لم يوجد حتى يقال متى وُجِدَ؟
والسائل: يقيس الخالق بالمخلوق..!!
وهنا يكمن الخلل..
 
- 4 -
وما معنى الحديث الشريف المروي عن رسول الله (ص):
{الشقيّ مَنْ شقي في بطن أمّه والسعيد مَنْ سعد في بطن أمّه} 
فكيف يشقى الإنسان وهو في بطن أمّه؟
وكيف يُسعد وهو في بطن أمّه؟
ومن دون إطالة وكثير كلام نورد جواب الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) وهو كافٍ ووافٍ في هذا المقام.
قال (ع):
{الشقيّ من علم الله وهو في بطن أمّه أنَّه سيعمل أعمال الأشقياء والسعيد من علم الله وهو في بطن أمّه أنه سيعمل أعمال السعداء}
فالشقاء ليس مكتوباً على الإنسان مِنْ قِبَلِ الله تعالى،
والشقي يختاره بنفسه حين يجترح أعمال الأشقياء..
تماماً مثل السعيد الذي يبادر الى الأعمال الصالحة بعيداً عن مواطن الزلل 
 
- 5 -
وقد تسأل وتقول:
كيف يكون حالي عند الله؟
وبمقدورك أنْ تعرف الجواب بنفسك ودون عناء 
إنَّ الله سبحانه يقول في كتابه العزيز:
{إنّ الأبرار لفي نعيم وإنّ الفجار لفي حجيم} 
فكيف ترى نفسك؟
هل أنت من الأبرار لتكون في النعيم، أم أنت من الفُجّار لتكون في الجحيم.
 
- 6 -
وساحتنا العراقيَّة اليوم ملأى بالمغالطات، ذلك أنَّ ناهب المال العام يرى نفسه من الأبرار!!
وربما اعتبر المطالبين بملاحقة الفساد من الفجّار؟!!
ولكنّ هذه المغالطات لا تخفى على أحد..
فالتظاهر بالتدين لا يجدي صاحبه نفعاً لا عند الله، ولا عند الناس 
وقد كان رسول الله (ص) أول من يجوع وآخر من يشبع.
والسؤال الذي يدور على الألسن والذي لا بُد أنْ يجيب عنه هو:
من أين لك هذا؟!