حسين الذكر
الفارق بين البرستيج والاتيكيت واضح ويمكن اختصاره بالجملة الاتية: (الاتيكيت يفرض عليك بينما البرستيج صناعتك)..
فحينما ترسم لنفسك إطارا اجتماعيا معينا عليك الالتزام به من ناحية المنظر والمظهر والتمنطق والسلوك العام...
الذي اخترته لنفسك وارتبطت بموجبه بوضع اجتماعي خاص، هو صناعتك واختيارك الملزم بقواعد معينة لا يمكن النكوص عنها من قبيل: (المكانة الاجتماعية والمظهر والعمل والسكن والارتياد والتبضع والانتقاء لكثير من مفردات الحياة التي اخترتها، ويمكن أن تتميز من خلالها عن غيرك وربما تصنفك مع آخرين مشابهين لك..).
فحينما ترتاد شارع المتنبي على سبيل المثال يجب الالتزام بقواعد عامة متعارف عليها في السوق والشارع والبيئة (الجمعوية) خصوصا.. في لباسك المميز الدال عليك، وربما المصنف لك وكذا سلوكك العام ومنطقك ونظافتك وكلامك وحركاتك وأكلك وشربك.. فلا يجوز - على سبيل المثال: (التأركل والتدخين بشراهة لا تتسق مع العنوان والوسط وأن لا تاتي (منتعلا) أو بزي لا يمثل سياقك المعروف به.. وألا ترفع عقيرة صوتك بما لا يدل عليك، فللمتنبي قواعد أصبحت متعارفة، وعلينا جميعا الالتزام بها كي نعطي للمكان هيبته، لا سيما الثقافي والاجتماعي..
كثير من الزملاء والأصدقاء العرب يعبرون عن اعجابهم ورغبتهم الجامحة لزيارة المتنبي، والتنعم بتلك الأجواء المفعمة والروح السائدة والحرية الفكرية المتاحة والفولكلور والتراث والتاريخ والأدب المتبضع والمنتقى والمعروض والممارس كل بطريقته. بصورة تضفي مسؤولية كبرى ينبغي المحافظة عليها وتزيينها والمساهمة في تسويق إخباره حتى تبلغ مداها السياحي والثقافي.. بما يرفع شأنه ويعلي صوته ويلزم الحكومة باتخاذ جملة من الإجراءات لحمايته.. من التدخلات بل حتى من مرتاديه ممن لا يشعرون بنعمته ولا يقدرون بعض سلوكياتهم، وإن كانت بريئة لكنها.. وباطلاق عواهنها قد تشكل خرقا يفقد المتنبي هيبته او يشوه منظره وسمعته، عما هي عليه خلال عقود خلت أصبح لنا فيه مرتقى ومنبر ومحضر ومنتدى: نحن الشعب والنخب نتشرف بارتياده ونحمل لواء الحفاظ عليه والدفاع عنه.