رسائل القراء:

اسرة ومجتمع 2023/03/16
...

يصير آخذ نفس علاج صديقتي؟  


تعاني صديقتي من ضيق وكرب ودائماً تبكي ومزاجها حزين مع وجعٍ مستمرٍ بالمعدة والقولون، وبعد مراجعات، حولّها طبيب بالعيادة الشعبيَّة الى طبيبٍ نفسي ووصف لها دواءً لعلاج الكآبة، وأوصاها بالرياضة خصوصاً المشي، فصرنا كل عصر نطلع للسوق نتمشى، فتحسن وضعها ورجع الدم 

بوجهها وصارت تأكل بشهيَّة وتضحك وتسولف، ورجعنا نجلس سوية العصر مع الجرزات والجبس والجاي.

سؤالي لجنابك، أنا أعاني أعراض صديقتي ذاتها قبل العلاج ولكن أخف، شنو رأيك آخذ نفس دوائها؟ وممكن اشتريه من الصيدليَّة بسهولة؟

سفانة – بغداد

الجواب:

ما جاء برسالة الأخت باسمة هو نموذج لحالات كثيرة تكشف ليس فقط عن ضعف الوعي الصحي، بل وعدم إدراك الخطورة الناجمة عن تعاطي العلاج من دون استشارة الطبيب الاختصاص. 

فالشائع في الوسط النسائي بشكلٍ خاصٍ أنَّ فلانة تنصح فلانة بالعلاج الفلاني لأنها استخدمته (وصرت زينه عليه، وحيل فادني، واخذيه حبيبتي وعلى مسؤوليتي)، وتعمل بالنصيحة، وتكون النتيجة، إما أنَّ العلاج لا يفيدها أو أنَّ حالتها النفسيه تتدهور.


نوضح للجميع ثلاثة أمور مهمة:


الأول، أنَّ الاكتئاب يكون على أنواع، وكل نوعٍ منها يكون على درجات، من البسيط الى الحاد، ولكل نوعٍ منها علاجه الخاص، بمعنى أنَّ العلاج الفلاني يفيد النوع الفلاني فقط ولا يفيد نوعاً آخر من 

الاكتئاب. 

الثاني، إذا ظهر تحسّنٌ في الحالة، ثم ظهرت عليه الأعراض من جديد، يقوم الطبيب بزيادة الجرعة حسب تقديره هو، ويتابع ما يحصل ويقرر، وانَّ عدم التزام المريض بتعليمات طبيبه يزيد حالته النفسيَّة 

تعقيداً.

والثالث، أنَّ الأدوية النفسيَّة ليست كالاسبرين، يظهر تأثيرها بسرعة، بل أنَّ مفعولها لا يظهر إلا بعد أسبوعٍ في الأقل، الأمر الذي يعني أنَّ على المريض أنْ يتحلى هو 

وأهله بالصبر، فإنْ لم يظهر التحسّن بعد عشرة أيام، عليه مراجعة نفس طبيبه لا غيره.


 نرجو الالتزام بذلك.. مع خالص محبتنا للجميع.