ثريا جواد
فاطمة فاضل (43)عاما المعروفة باسم (روز) كروشيه ربة بيت من محافظة النجف الأشرف، خريجة الدراسة المتوسطة، لم تستطع إكمال دراستها، بسبب ظروفها الصعبة تزوجت في سن مبكرة، وأم لطفلين، وبعد انفصالها عن زوجها، قررت أن تعمل وتعتمد على نفسها، ولم تجد سوى العمل اليدوي، الذي تعشقه وخاصة (الحياكة) أو التريكو مثل الحقائب اليدوية والملابس للكبار والأطفال ومختلف الأغطية للغسالات والبراد، وأنابيب الغاز ومفارش للطاولة، وتحضيرات شهر رمضان المبارك من ديكورات حائط رمضاني وصينية، وكل ما يطلبه الزبون وحسب رغبته وغيرها من الصناعات اليدوية المتعلقة بالكروشيه.
تقول فاطمة: بدأت عملي في مجال (الكروشيه) في العام 2017 ، ببعض الأعمال البسيطة، ووجدت أن الأسواق في العراق تفتقر إلى ثقافة الأعمال اليدوية، بجميع أنواعها، وحينها بدأت أبحث عن كل ما هو جديد وعصري في (اليوتيوب)، الذي ساعدني كثيرا في عملي ومتابعتي للصفحات، التي تعنى بهذا المجال على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى انضمامي الى «كروب عراقي» من النساء اللواتي يزاولن هذه المهنة (الكروشيه)، حيث تعلمت الكثير بفضلهن ومنه بدأت انطلاقتي الاولى..
ألوان الخريف
تقول روز: كنت حريصة دائما بأن أضيف لمستي الخاصة في أي عمل يدوي، مثل التغيير في بعض الاكسسوارات والتفاصيل الصغيرة، التي تضفي جمالية وأناقة للعمل، خاصة في ما يتعلق بتنسيق الالوان ودمجها مع بعضها البعض، فعلى سبيل المثال دائما ما انصح زبوناتي باختيار الألوان، خاصة في ما يتعلق بالمفارش والقطع الخاصة بـ(ميز الطعام)، التي أفضل فيها ألوان الخريف لأنها دافئة وجميلة، وبالنسبة للحقائب النسائية، فأغلبها ذات اللون الاسود، اما في ما يتعلق بالحقائب المدرسية اختار الالوان الربيعية الزاهية، أما ملابس الرجال (البلوزة) عادة ما أفضل اللون الرصاصي والقهوي الفاتح والزيتوني وملابس الاطفال غالبا ما يطغي عليها اللون الأبيض والاحمر والوردي والبصلي الفاتح والفستقي والازرق بجميع تدرجاته، وتضيف روز، الخيوط التي استخدمها في عملي (الكروشيه) أغلبها ماركة تركي، وهو المفضل عندي، لأنه من النوع الجيد، ولا يتأثر بالغسل، والتريكو يستغرق ساعات طويلة من الوقت، وأول عمل يدوي لي كان عبارة عن حقيبة (سوداء) جميلة، نالت استحسان الكثير من السيدات، ولها ذكرى خاصة في نفسي لأنها كانت هدية لصديقتي منذ الطفولة، وبمرور الوقت أصبح لدي الكثير من الزبائن من مختلف المحافظات في النجف الاشرف ودهوك والبصرة، لثقتهم الكبيرة بأعمالي وبشهادة الكثير من الناس بـ(التريكو)، المميز لأنه مدخولي الوحيد، الذي اعتاش منه، ولأني أحب الكروشيه جدا لهذا عندما اشتغل قطعة، تكون بمحبة ورغبة، وبالمحصلة تكون النتيجة مرضية للزبون.. أحاول دائما تطوير عملي اليدوي من خلال متابعة كل ما هو جديد في العالم.