د. علاء هادي الحطاب
ننشغل في كل عام بمثل هذا الوقت بمخرجات احتفالات تخرُّج طلبة الكليات وما تثيره بعض المشاهد والصور من ردود أفعال نختلف بشأنها، بين مؤيد ومنتقد كحال جميع الأنشطة التي تجري داخل المجتمع، ولا أكون متشائماً إذا قلت إن أغلب الفعّاليات الاجتماعية تلقى ردود أفعال متناقضة، لكن يبدو أن حفلات تخرُّج طلبة الكليات تطورت كثيراً عن زماننا القريب رغم أنني لا أُعَد “ شايباً” بمقاييس العمر، فتحولت تلك الاحتفالات من مجرد يوم نعطِّل فيه عن الدراسة ونلتقط الصور التذكارية الجماعية ونأكل ما أعدته زميلاتنا الطالبات من “ دولمة وبرياني” في العادة لإبراز “ عضلاتهن المطبخية” إلى فعالية تستمر لأيام متعددة فدخلت في قاموسها “ الزفة “ من خلال التجوال بعدد من سيارات زملائهم بعد تزيين تلك السيارات وأخذ صور جماعية عند مناطق مختلفة في محافظتهم، طبعاً بعد الاتفاق على اسم خاص بدورتهم عادة ما يكون الاسم مجرد “ تحشيش” لا أكثر، ودخل كذلك قاموس الاحتفال حجز قاعة كبيرة في أحد المطاعم أو النوادي الكبيرة لقضاء نهار كامل بالصور
والاحتفال.
بدا أن الأمر لم يقتصر على خريجي الكليات بل أن خريجي رياض الأطفال والابتدائية يقيم أهاليهم تلك الاحتفالات وحتماً هو تطور يرافق الوضع الاجتماعي العام الذي يشهد تحولات كبيرة نتيجة تواصله المباشر مع ما يحدث في
العالم.
بالمقابل تنظم عدد من الكليات الحكومية حفلات تخرج بشكل مركزي ومنظم بلا تنكر بزي الخرفان أو الأبقار، والأهم من ذلك كله هو نوعية الطلبة المتخرجين بعد إكمالهم لأربع سنوات من الدراسة ومدى استفادتهم من المناهج التي درسوها، ومدى انعكاسها على سلوكهم وفكرهم ومواقفهم في الحياة، فضلاً عما سيقدمونه للمجتمع من خدمة علمية إزاء ما تعلموه، وهذا بحد ذاته أهم بكثير من شكل تلك الاحتفالات ونوعيتها التي ينشغل بها طلابنا منذ دخولهم السنة الدراسية الأخيرة.