شابات يؤسسن مشاريعهنَّ الخاصَّة

ولد وبنت 2023/03/20
...

  بغداد:  سرور العلي


تلجأ الكثير من الشابات اللواتي يمتلكن مواهب وهوايات في عدة مجالات، وبسبب البطالة المتفشية في صفوف معظمهن إلى فتح مشاريعهن الخاصة، والتي تدر عليهن أرباحاً تساعدهن في مواجهة الوضع الاقتصادي المتدهور، فمن داخل منزلها الكائن في العاصمة بغداد تعمل الشابة سمية محمد على صناعة وتزيين الكيك بالورود، وبأشكال مختلفة، لتحول هوايتها تلك إلى مشروع يتضمن أفكاراً متعددة، تقول محمد الحاصلة على دبلوم تكنولوجيا: 


"بدأت منذ سبع سنوات، وكنت قبل ذلك اعمل في صناعة الكيك لأعياد ميلاد الأطفال، والمناسبات العائلية فقط، وكانت في البداية مجرد هواية، وملء وقت الفراغ، وحبي وشغفي لعمل الكيك، لم يكفه العمل للأسرة، بل أحببت أن يرى الآخرون صناعتي، لاسيما وأنني أملك الكثير من الأفكار المتجددة، والأنواع المختلفة، ليصبح في ما بعد مصدر رزق لي". 

مضيفة "لم تتوفر الأدوات بصورة جيدة، وكانت معظمها تصلني من خارج العراق، وتحديت نفسي، وكل الذين راهنوا على فشلي، وأثبت نجاحي لهم، وأصبحت لدي سمعة طيبة في العمل".

وتطمح محمد أن تكون لديها أكاديمية خاصة بها، لتعليم الآخرين فن تزيين الكيك والورود، ولفتت إلى أن الشخص الذي وقف بجانبها وساندها وشجعها، ومستمرا بدعمها لها هو زوجها، وشاركت بمعرض الربيع المحلي، وعن الوقت الذي يستغرقه كل نموذج منها، أكدت "أبسط نموذج يستغرق مني ست ساعات، وفي بعض الأحيان النموذجان يستغرقان 

وقت 48 ساعة". 

أما عن المواد والأدوات المستخدمة في عملها، فأوضحت "المواد هي كثيرة جداً، ولكن كبداية مشروع يحتاج إلى الأساسيات وهي، الفرن الموجود بكل بيت، والخفاقة ثم تأتي الأدوات الثانوية أو التكميلية مثل، السلكونات والعجينة". 

وأشارت إلى أنها حصلت على الفائدة الكبيرة من مواقع التواصل الاجتماعي، والذي عن طريقها تعرف الآخرين على هوايتها وشغفها، وبنشرها الكيك الذي تقوم بصنعه، وتأتيها الطلبات من الزبائن.

وأضافت "رسالتي لكل شابة أن تكتشف الموهبة والطاقة بداخلها، وتعمل على تطويرها، وصقلها بالقراءة والتعلم والاطلاع الدائم، لتحقيق كل طموحاتها".

وتبدع شهد عبد الحافظ بعد تخرجها من الجامعة في الخط والأعمال اليدوية، لتحول موهبتها تلك أيضاً إلى مشروع مربح، مؤكدة أن أولى خطواتها بدأت بمبلغ بسيط، بالرغم من تردد أسرتها بافتتاح مشروعها، ولكنها أصرت على الاستمرار، ولديها ثقة بنجاحها، خاصة أنها تملك موهبة الخط وصناعة أعمال الهاند ميد. في حين لم تعثر بسمة علي الحاصلة على ماجستير في هندسة البناء والإنشاءات على فرصة عمل، فقررت استثمار موهبتها في تزيين وصناعة الهدايا، لتفتتح مشروعها الخاص، وأشارت إلى أنها تملك اليوم محلاً في أحد المولات التجارية، ولديها زبائن يتبضعون منها. وأكدت "استقبلهم بابتسامة وروح متفائلة مما يخلق راحة لديهم".

ونصحت في ختام حديثها الآخرين بعدم بقائهم من دون عمل بحجة الظروف، بل هم من يصنعون الظروف المناسبة لأنفسهم.

أما تبارك أياد، والحاصلة على بكالوريوس تربية أساسية، فأبدعت في الأعمال اليدوية، والرسم على الأقداح، وآواني الطعام، لتحول موهبتها إلى مشروع تسترزق منه.

وعن ذلك قالت اياد بابتسامة: 

"انطلقت بممارسة هوايتي قبل أربع سنوات، بدأ الأمر كهواية شخصية، ومن ثم أحببت أن تصل أعمالي إلى الآخرين، فقمت بإنشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، للأعمال اليدوية، وحصلت على الدعم من الأسرة، والزملاء المقربين وأصبح لدي متابعون لعملي". 

تستغرق إياد يوماً كاملا برسم الكوب الواحد، وأن كانت مجموعة من الأكواب فتحتاج إلى أيام أخرى، وعن أهم الأدوات المستخدمة، بينت "أدواتي التي استخدمها في الرسم على الزجاج، هي الفرش الناعمة، والألوان المخصصة للزجاج، وأقلام التلوين، والأهم من كل هذا هو حب المهنة، والتطوير في كل مرة أحاول أن أنجز عملا أفضل".

ولم تكتفِ إياد بهذا الحد، بل تمارس هوايات أخرى، كالحياكة، والرسم على الخشب، وتجهيز سرير للطفل، وأعمال بالحبال المكرمية، مؤكدة "أن كل عمل له فن، وأدوات خاصة به". 

وتبرع فاطمة عبد الصمد بصناعة الدمى، فتحدثت لنا قائلة:

"لدي موهبة الرسم منذ أن كان عمري عشر سنوات، بالإضافة إلى هوايتي بالخياطة، والتي ساعدتني على النجاح في خياطة ثياب الدمى، وأنا ما زلت في سن صغيرة، وأعجب الجميع من حولي بما تبدعه يدي، لتلازمني تلك الهواية، وتصبح في المستقبل مشروعاً، وأسعى باستمرار لكل ما هو جديد ومبهر في عالم الدمى".  وتابعت عبد الصمد "واجهت صعوبات في الحصول على بعض الأدوات، وتجاوزتها باستيرادها من خارج العراق لتغطية النقص، أسرتي وأصدقائي يقفون دائماً معي ويشجعونني، والأدوات المستخدمة في عملي هي القماش الخاص بالدمى، والشعر، واقمشة الثياب، والجلود المستخدمة بصناعة الأحذية للدمى".