بغداد: حيدر الجابر
على الرغم من أن فصل الشتاء يعد وقت استراحة لقطاعي الطاقة والماء الصالح للشرب في البلاد، إلا أنه في محافظة المثنى صار وقتاً إضافياً لفصل الصيف، حيث اشتكى مواطنون من انخفاض ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية، وعدم توفر الماء للشرب والري، فيما ظلت فرص العمل شحيحة، وهو ما دفع شباب المحافظة للهجرة إلى بغداد أو كربلاء أو البصرة بحثاً عن لقمة العيش. وشنَّ النائب عن المحافظة باسم خشان، هجوماً على الحكومتين المركزية والمحلية، مؤكداً عدم إنصاف المحافظة قبل وبعد 2003.
وقال خشان لـ"الصباح": إن "محافظة المثنى هي المحافظة الأكثر فقراً، حيث تتجاوز نسبة الفقر فيها 50 بالمئة"، وعزا السبب إلى "عدم كفاءة الحكومة المحلية والإهمال من الحكومة الاتحادية"، لافتاً إلى "عدم تخصيص موازنات تناسب ما تعاني منه المحافظة" .
وأضاف أن "المحافظة مهملة وتعاني الفقر والحرمان قبل وبعد 2003، وبينما يتم تخصيص مشاريع مهمة للمحافظات الأخرى، يتم تخصيص أموال لمشاريع غير مهمة في المثنى ويتم هدرها"، وأكد أن "فرص العمل محدودة والقطاع الخاص مهمل نتيجة إهدار كل الإمكانات التي تخدم المحافظة ومن ضمنها الزراعة"، مشيراً إلى أن "كمية المياه الواصلة غير كافية وتتسرب إلى قنوات بدائية، أما الكهرباء فلم تتحسن وسيئة جداً وأوقات التجهيز قليلة" .
وبحسب تصريح سابق للمتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، فإن محافظة المثنى تتصدر المحافظات الأشد فقراً بنسبة 52 بالمئة، فيما عزا مراقبون سبب هذه النسبة إلى عدم وجود مصادر دخل للمواطنين مقارنة بالمحافظات الأخرى، حيث لم تفلح الحكومة الاتحادية أو الحكومة المحلية في إيجاد حلول ناجعة للفقر فيها.
من جهته، عزا معاون محافظ المثنى علي حمزة، تردِّي الخدمات إلى أسباب فنية، فيما أعرب عن تفاؤله بتحسن قطاع العمل بعد إنجاز عدد من المشاريع.
وقال حمزة لـ"الصباح": إن "محافظة المثنى تعاني من شح شديد في الماء الخام الواصل إلى نهر الرميثة، إذ أن حصة المحافظة 10 م 3 في الثانية، بينما لم يصل منها شيء بسبب تجاوزات محافظة الديوانية المجاورة على تلك الحصة"، وأضاف أن "نسبة الماء الخام الواصل إلى مشروع ماء السماوة المركزي (صفر)، لذلك يتم الاعتماد على مياه نهر الفرات وهو ماء مالح غير مطابق للمواصفات"، مؤكداً أن "المحافظة تعاني من شح المياه منذ أكثر من شهر، مع وجود مجمَّعات جاهزة لتصفية الماء، إلا أن الاعتماد الكلي على نهر الفرات غير الصالح للشرب" .
وبشأن الطاقة الكهربائية، قال حمزة: إن "مشكلة الكهرباء هي عدم وصول الغاز الإيراني إلى محطات التوليد منذ شهرين، لذلك كانت حصة المحافظة قليلة"، واستدرك أن "الوضع تحسن حالياً" .
وبالنسبة للطرق، فقد وصفها حمزة بالجيدة نسبياً، ولا سيما مراكز المدن والأقضية والنواحي والطرق الريفية، وعن توفر فرص العمل أكد "وجود مشاريع استثمارية كبيرة جداً ومعامل صناعات إنشائية وغذائية إضافة إلى معامل السمنت الستة"، وأعرب عن أمله بأن هذه المشاريع في حال اكتمالها ستكون فرصة لأبناء المحافظة لتوفير فرص عمل مناسبة ومجزية.
تحرير: محمد الأنصاري