رعد كريم عزيز

في عملية تجميلية ناجحة، تحولت ساحة التحرير إلى قطعة فنية تليق بنصب التحرير للفنان جواد سليم، وتمثال الأم للفنان خالد الرحال وجدارية الفنان فائق حسن، أية كنوز نفيسة استحقت هذا الاهتمام، فأصبحت مزارا شعبيا يحمل الفن والتاريخ والابداع.

وما تم من عناية كشف عن قيمة التعاون بين الجهات الحكومية، ممثلة بامانة بغداد، والأهلية ممثلة رابطة المصارف والعتبة الحسينية .

ترى هل نستطيع أن نكرر التجربة وننتقل قريبا من ساحة التحرير، لتطوير منطقة البتاويين؟

وإذا نظرنا لأول زقاق من المنطقة والذي يبدأ من شارع السعدون قرب نفق التحرير سنرى صفا من البيوت التراثية المنتظمة بخط مستقيم، بخشب الشناشيل والأبواب الخشبية، ويمكن ان يتحول هذا الزقاق إلى مجمع من البيوت التراثية، تكون عائديتها للدولة وتصبح مشاغل فنية، أو متاحف تراثية.

ونكون بذلك كسبنا اعادة الحياة لأهم معالم البيوتات البغدادية، وكذلك نتخلص من السمعة السيئة التي اقترنت بانتشار تجارة المخدرات، في وضح النهار وفي قلب بغداد . وإذا بدأنا هذه الخطوة، فإنها ستشجع المستثمرين لتطوير، ازقة اخرى وفق رؤية حكومية للابقاء على المعالم التراثية في المنطقة، باشراك مختصين وفنانين.

لنحلم قليلا، مثلا ننشئ مرآبا عموديا لاستيعاب سيارات الزائرين وإنارة ونافورات، وهناك دكاكين لبيع السلع التراثية، علنا نخلق حيا جديدا مع الحفاظ على سماته البغدادية العريقة.

لا أعتقد أن الأمر صعبٌ إلى درجة عدم التحقق، يحتاج إلى تخطيط ونزاهة في الانجاز.