سعاد البياتي
يهلُّ على الأمة الأسلامية شهر الخير والبركة، وفيه تتغير الصفات والسلوكيات نحو الأفضل والإهداء، اذ يبذل فيه الصائمون جهدًا كبيرا في التقرب إلى الله بالعبادات والطاعات، وتبدأ رحلة طيبة من التسامح والمودة، لتعبر المشاعر الإنسانية عن أقصى درجات العفو، ويترفع الاخرون عن خلافاتهم الشخصية اكرامًا، للشهر الفضيل وتحتل الألفة والمحبة في عموم الأسر والبيوتات، فتظهر كل علامات الخير فيه لتترك بعد ذلك أثرًا طيبًا في النفوس وتجربة جميلة وممتعة، يمر بها الشخص الصائم ليعزز من جانبه الاجتماعي والاسري بأحلى صوره.
ومن استحقاقات الشهر الكريم مبدأ التكافل الاجتماعي ومساعدة المعوزين والفقراء، والذي فرضه الله تعالى لسد احتياجاتهم ومعونتهم في شهرنا الكريم هذا، لذا نرى العديد من المتمكنين ماديًا يسارعون في البحث عن المعوزين منهم لسد احتياجاتهم طلبًا للأجر والثواب، كما تنشط الجمعيات الخيرية والأهلية في شهر رمضان المبارك بشكل استثنائي، ومن المبادئ الحسنة التي أوصى الله بها هي عدم الاسراف في موائد شهر رمضان ، فكثيرًا ما نرى ربة البيت تسرف في تقديم الأكلات الرمضانية، وتعد الاطباق بشكل يومي، دون النظر إلى عواقب التبذير ومعنى الصيام، وهي في الوقت ذاته قد ارهقت نفسها وميزانية الاسرة في ذلك، وهي دعوة لكل ربة بيت في تقديم صورة جميلة ومرضية، عن المعنى الكبير لشهر رمضان في كل السلوكيات والأمور، التي تفرض علينا، كي لا نفقد القيمة الحقيقية له فكل ما نفعله في صيامنا هو خالصًا لله عز وجل، لنستثمره بأشياء نافعة، في جمعة الاهل والاقارب، وفي الزيارات العائلية، التي تعيد صلة الارحام وتنتعش فيها العلاقات الاجتماعية بشكل مفرح، وفي ذلك هبة من الخالق لنا لتصفو النفوس وتتجانس، فضلًا عن إقبالنا على العبادات والطاعات، التي تعزز فينا الحرص على قيامها بالصورة المثلى، ليزداد شعورنا بأهمية أيامه ولياليه المباركة التي تمنحنا شعورًا مختلفًا معطرًا بجمال الأوقات الحانية، ونحن نرى أفراد الأسرة منعمين بروحية شفافة وصافية، وكأنهم يعيشون لحظات الصبر والتحمل بمنتهى السرور، وهو شهر رمضان شهر الخير والبركة والفضائل العظيمة .
وكل رمضان ومسلمو العالم بألف خير