شارع الثقافة يحتفي بنساء نعيم عبد مهلهل

الصفحة الاخيرة 2023/03/28
...

 الناصرية: نجلاء الخالدي 


احتضن شارع الثقافة في محافظة ذي قار، حفل توقيع كتاب "نساء سمر قند" للأديب نعيم عبد مهلهل الصادر عن دار نينوى للطباعة والنشر، وشهد الحفل عرضاً شيقاً عن الكاتب ومنجزه الإبداعي الجديد، الذي وضعه بين أيدي القراء والمتضمن فصولاً من المواقف والحكايات عن النساء اللواتي يعشن في البيوت القصبية الطافية فوق المستنقعات المائية الشاسعة في الأهوار، تلك البقعة المتفردة بجمالها، على الرغم من كل التحديات التي واجهتها على مر الأزمنة والفصول. يسرد عبد مهلهل في كتابه الجديد "نساء سمرقند " حصيلة خبرته الطويلة ودراسته المستفيضة عن سكان الأهوار، ويروي ذكرياته عن المدن العتيدة التي ولد فيها، فاكتشف منجم الذهب الذي لا ينضب تحت تلك الأرض المعطاء التي علمت الإنسانية أول حرف للكتابة، وما زالت مثمرة نابضة بالحياة، رغم أنف الزمان الذي سدد طعنات مميتة لها منذ أن أبصرت النور وحتى يومنا هذا، إلا أنها تأبى أن تهزم. يقول عبد مهلهل: تأخذ الأرض خطوات الرحالة والمسافرين إلى مدن تأتيهم في أحلامهم أولاً. وحين يصلون إليها يتخيلون دقائق ورموش ولحظات تلك الرؤى في لحظات وسائد الأماني، وربما خطوات ابن بطوطة التي جابت أمصار هذه الدنيا ومرت ببغلتها على البطائح التي تقع فيها مدرستنا بأهوار الجنوب، هي من أيقظت لحظة التذكر في أمكنة ثلاثة، اثنان عرفتهما جيداً، وجبت أروقة الليل فيهما، وهما هور قرية أم شعثة حيث يغويكَ مساء المعاش المكتوب برقم 20 ديناراً، وطنجة التي حملت إليها شوق الحقائب وأمنية لتعرف كيف مشى ابن بطوطة كل هذه المسافات واكتشف العالم. ومن أوراقه التي وجدتها في مكتبة عتيقة بتطوان نصيحة بخط ابن بطوطة تقول: لا تشبع الرؤية ناظراً ولا تريح روحاً عندما لا تكون هناك سمر قند.  ويشير مهلهل إلى أن سمر الأوزبكية وقند المعيدية صورة دهشة المقارنة في المشابهة العجيبة بين إيماءة بنت الأهوار وإيماءة تلك البنت المدورة الوجه والتي يشعرك صغر عينيها بأن بريق الجمال لا يرتبط أبداً بمساحة الأحداق في العين، بل إن بعض المرايا صغيرة، ولكنها تعكس شهية ألف شمس، بينما كانت عيون "قند" مساحة مفتوحة من الماء والقصب وأغاني آلهة المشاحيف التي تنقل عبر صدى الفراغ الكوني الهائل آهات العشق الذي يسكن القلوب لحظة السماع وقبلها وبعدها. مؤكداً أن التجوال في سمر قند يغريك بألف أمنية واشتياق ليرسم لك أحلاماً لم تكن تخطر على بالك أن تكون هنا مثلما فعل الرحالة الطنجاوي، تزور بخارى وطشقند وتشم عطر تواريخ المتصوفة والكتبة وما يرويه البخاري في أسانيد أحاديثه النبوية.