أربيل: كولر غالب الداوودي 

لإعداد جيل من الفنانين الصغار يدرك نظريات الفنون والثقافة ويمتلك مهارات استثنائية في فهم الأعمال واللوحات الفنية لا بد من الاهتمام بالمواهب الفنية منذ الصغر.  إذ تحقق الفنون توازنًا نفسياً يحتاجه الإنسان لأنه بطبيعته ينجذب نحو الموسيقى والألوان ويبحث عنها في محيطه، بل ويخلقها إن لم يجدها.

وسمر، 13عاماً، وهي طالبة في مرحلة الثاني المتوسط ومتفوقة في دراستها نشأت معها منذ الصغر موهبة الرسم وكبرت معها إلى مرحلة بدأت فيها برسم لوحات تشكيلية متكاملة أثنى وأعجب بها رواد الفن العراقي. 

وقال والدها المهندس سلوان الأغا، 42 عاماً، وموظف حالياً: بدأت هذه الموهبة عندها في عمر السادسة وكانت محاولات بسيطة ثم استمرت وتطورت في مرحلة لاحقة، إذ كانت تراقب وتشاهد كل ما يخص الفن التشكيلي في "اليوتيوب" وتسأل وتطلب أدوات الرسم وفرش خاصة لضربات الألوان، وكنا نلبي طلبها دائماً ونجلب لها كل ما تحتاجه في رسوماتها بالألوان الزيتية والمائية وكذلك بالأكريليك.

وأضاف: أحياناً تجمع مبلغاً من مصروفها اليومي لشراء بعض حاجات الرسم، ووصلت لمرحلة معرفة ما تريد وما يجب عمله من أفكار في لوحاتها. 

تحرص سمر، وهي من محافظة بابل، على شراء نوعيات أو "ماركات" معينة من أدوات الرسم. 

وأكد: مؤخراً عرضنا لوحاتها على أساتذة الرسم والفن المختصين في الأكاديمية وعلى فنانين معروفين في العراق، منهم فاخر محمد والفنان محمود فهمي وأبدوا إعجابهم بأعمالها، كما وقد أرسلنا لوحاتها للمشاركة في معرض لوزارة الثقافة، وحازت على إعجاب كل من شاهدها من الأصدقاء والمعارف وطلبوا اقتناءها، وكذلك أهدت بعضاً منها لبعض الأصدقاء، فضلاً عن إرسال قسم من لوحاتها إلى كربلاء لعرضها في معرض دائم لشخصية فنية. 

وتابع: قبل 3 أعوام وتحديداً في عام 2020 رسمت لوحات فنية تشكيلية متكاملة ووضعت أفكارها فيها ومستعدة لشرح معاني لوحاتها التشكيلية ولأي استفسار وسؤال عن تلك المعاني. 

وذكر والدها بأنهم يستعدون لعمل معرض شخصي لها بينما تحاول هي استكمال مجموعة لوحاتها لعرضها في غاليري الحلة ومن ثم بعد ذلك في بغداد.

وعن موهبتها يقول والدها: إن "سمر ورثت هذا الفن من الأقارب، لأنهم يملكون موهبة الرسم أيضاً، وهي إلى جانب الرسم لديها أعمال يدوية فنية مثل المجسمات الورقية لمناظر مختلفة وتلوين القطع القديمة والرسم على الحقائب المصنوعة من القماش. 

وأشار إلى أن سمر تركز على دراستها أيضاً، ولا تهملها، وأن ممارسة موهبة معينة لا يمنع من التفوق في الدراسة حسب قول والدها الذي يشجعها على ممارسة الرسم التشكيلي، ولا يهمل رغبتها في التطور والإبداع في هذا المجال الفني.