ميقاتي: الأمور في لبنان وصلت إلى حد الاشمئزاز

قضايا عربية ودولية 2023/03/29
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

لبنان الغارق في أتون أزمات اقتصادية وسياسية طاحنة كاد يدخل في أزمة طائفية غريبة جراء قرار إداري بتأجيل التوقيت الصيفي حتى نهاية شهر رمضان من قبل رئيس الحكومة، لولا نزع فتيل الفتنة من قبل مجلس الوزراء الذي أعاد التوقيت الصيفي اعتباراً من ليل اليوم الأربعاء، بينما حذر نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، قائلاً: «إذا استمرّت المراوغة فنحن ذاهبون إلى أوضاع أكثر مأسويّة». 

الشارع اللبناني انقسم إلى شارع سياسي «مسيحي» يرفض قرار ميقاتي ويتشبث بالتوقيت الصيفي، عادّاً ذلك من الثوابت «المسيحية» لأن هذا التوقيت يربطه بأوروبا التي يعتبرها العمق الدولي لمسيحيي لبنان، وشارع سياسي آخر «مسلم» يرى في تأجيل التوقيت الصيفي خلال شهر رمضان فسحة وقت إضافية تفصل بين فترة السحور وساعة 

بدء الدوام صباحاً.

إزاء ذلك دخلت البلاد في سجال طائفي غريب، ونجم عن ذلك (توقيتان وساعتان مختلفتان) في آن واحد، الأمر الذي استدعى عقد مجلس الوزراء جلسته أمس الأول الاثنين وقطع دابر الفتنة بالعودة للتوقيت الصيفي.

في السياق نفسه، أبدى نائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بوصعب انزعاجه من «التداعيات التي نجمت عن قرار تأجيل التوقيت الصيفي (غير المدروس) لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي»، وفي موقف لافت انتقد بوصعب الذي ينتمي للتيار الوطني الحر، رئيس التيار جبران باسيل بقوله: «يحق لباسيل أيضاً أن يعترض على قرار ميقاتي لكني أرى أن باسيل أخطأ باستعمال بعض المفردات خلال انتقاده للقرار، لأنه لا يجوز أن نرد على قرار إداري خاطئ بخطاب أثار الغرائز الطائفية، مع أنني أعلم أن باسيل لم يكن يقصد ذلك».

من جانبه، أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عن صدمته من ردود الأفعال الطائفية على قرار تأجيل التوقيت الصيفي بقوله: إنّ الأمور وصلت إلى «حد الاشمئزاز»، مطالباً الجميع بضرورة تحمل المسؤولية، مؤكداً أسفه «للمنحى الطائفي الذي تتّخذه المسألة والذي لا علاقة له بالموضوع»، وأضاف أن «الحكومة قررت اعتماد التوقيت الصيفي بدءاً من منتصف ليل الأربعاء»، وتابع: «بدل أن تأخذ القيادات الوطنية والسياسية المواقف والتحذيرات الدولية من خطورة الأوضاع بعين الاعتبار وتتوحد على إتمام المعالجات المطلوبة، وتتفعل اجتماعات الطوارئ، والاهتمام بمناقشة كيفية الخروج من المخاطر التي عبّر عنها صندوق النقد الدولي، بدل كل ذلك نشهد محاولة لجر البلاد إلى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات، وإعطاء إجراء إداري بحت منحى طائفياً بغيضاً».

إلى ذلك، حذر نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي أمس الثلاثاء، قائلاً: «إذا استمرّت المراوغة وهدر الوقت الثّمين، فنحن ذاهبون إلى أوضاع أكثر مأساويّة وظروف لا تُحمد عقباها»، ورأى أنّ «الطّبقة السّياسيّة إمّا تعيش حالة إنكار، ربّما لعدم إلمام بعضها بالأمور الاقتصادية المعقّدة الّتي يواجهها لبنان، أو هي على يقين كامل وبيِّنة من خطورة الوضع؛ ولكن تشابك المصالح يمنع بعضها من المضيّ قُدمًا بالإصلاحات تحت حجج واهية».