محافل قرآنيَّة للنساء والأطفال

اسرة ومجتمع 2023/04/01
...

  كربلاء: سعاد البياتي  

في شهر رمضان المبارك وفي كل عام تحضر زينب الحاج مصطفى المحفل القرآني، الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة في الصحن الحسيني الشريف وفي المكان المخصص للنساء، اذ اعتادت على الختمة القرآنية بشكل متواصل مع العديد من النساء اللواتي، يفضلن ختم كتاب الله الكريم في حرم أبي عبد الله عليه السلام، وما هي إلا أجواء إيمانية تمنح الصائم دفء الكلام الإلهي، ومساحة صبر وانتقاء لوقت ثمين، يكلل بتلاوات تريح النفس والعين وتشرح صدور الصائمات.

«اسرة ومجتمع» حضرت المحفل والتقت نساءً متواجدات هناك ليبينن آراءهن في ذلك:


تقول بتول السلطاني مسؤول وحدة آداب الزيارة: « في الشهر الفضيل وفي كل عام منه نقيم الحلقات القرآنية للنساء، ممن يرغبن في ختم كتاب الله بشكل يومي وبوقت محدد، لأننا من المنظمين للمحافل هذه، نستثمر وجود الزائرة وقت الصلاة لنقيم الختمة القرآنية بعدها، فعند الواحدة ظهرا نشرع بقراءة الجزء المخصص، وبعد أن تنتهي القارئة من كل صفحة تقوم إحدى الاخوات المهتمات بالتفسير بتوضيح بعض من الآيات القرآنية والأحكام فيها، وبالعادة فنحن نستضيف ببعض الحافظات لادارة الختمة القرآنية، فوجود الحافظة له حضوره المميز كونها رسالة وأنموذج يقدم للفتيات الحاضرات، وصورة مفرحة لتواجدهن وباستمرار في هذا المكان المقدس.

كما أن شهر رمضان هو ربيع القرآن، لذلك نشرع بالعمل على المحافل وأكبرها محفل باب السلطانية له تاريخه القديم في المكان نفسه، وفيه أيضا عدة محاضرات قرآنية وفقهية، فضلا عن التفسير وإحياء المناسبات التي تخص الشهر الفضيل، وتقرأ فيه عادة نخبة من القارئات والحافظات».


ختمة ومسابقة

بينما قالت سرور الخفاجي مدير معهد الزهراء (عليها السلام) للعلوم القرآنية عن ختمتهن» في الشهر الفضيل نركز جهودنا لإقامة المحفل القرآني السنوي بعنوان (نسمات رحمانية في شهر الطاعة) في الحائر المطهر، ويبدأ عادة من الساعة التاسعة مساءً وحتى الحادية عشرة، يتضمن قراءة القرآن الكريم وبعض الأدعية فضلا عن المسابقات القرآنية، كما نقيم ختمة قرآنية الكترونية وفيها مجموعة من المسابقات أيضا فضلا عن اختبار الحافظات، سواء من المعهد أو خارجه ويمكن للجميع الاستماع اليها لتشمل ممن لا تستطيع الحضور إلى العتبة الحسينية المقدسة».

وتحدثت ايمان الخزاعي عن حضورها المحافل القرآنية بالقول:

أجمل أوقات الشهر الفضيل هي ما نتلوه من سور كتاب الله،ضمن المحفل الكريم الذي تقيمه العتية الحسينية المقدسة كل عام لاستثمار ايام رمضان بشكل ايجابي وايماني، كما يتخلل المحفل تفسيرا واضحا وممتعا لآيات القرآن بشكل جميل، يدخل النفوس ويهذب الروح.

وتسترسل بالقول «للمحافل القرآنية في شهر رمضان المبارك تضفي على الروح سكينتها، وتزداد بها الناس قربا من كتاب وعترته أيضا بإحياء تلك المحافل في مراقد الآل (عليهم السلام)، كما يقوم العاملون عليها باستثمار وجود الزائرين، لشرح وتفسير الآيات القرآنية وأخذ الدروس عنها، لتكون محطات ايمانية زاخرة بالتعلم والاستئناس بربيع القرآن وتدبر آياته الكريمة، وهي فرصة طيبة لقضاء اوقات رمضانية مفيدة وعظيمة. 


تعلّم وتدبر

وترى بيداء حسين 35 عاما أنها تحرص على حضور المحفل بشكل يومي هي وبناتها الصغيرات، لأنه يمنحها التعلم وتدبير آيات القرآن الكريم، وهي فرصة مثالية للتزود بالإيمان وقضاء وقت روحاني في حضرة الامام الحسين (عليه السلام)، فشهر رمضان هو شهر الطاعة والعبادات بعيدا، عن الأمور الدنيوية الاخرى، ولذا أحب استثمار وقته بهذا الحضور البهي في روضة سيد الشهداء.

 وتحدثت سكينة حسين من اعلام النشاط النسوي: «يقيم دار القرآن الكريم النسوي جلساته القرآنية يوميا خلال الشهر الفضيل، اذ الجلسة الأولى تكون فجرا والجلسة الثانية بعد صلاة الظهر مباشرة والثالثة بعد صلاة المغرب، كما يقيم مختلف الأنشطة القرآنية كالمسابقات والمحافل طيلة الشهر الفضيل، إضافة إلى جلسات قرآنية خاصة بالأطفال»

واضافت « ختمات الاطفال يكون الاقبال عليها كبيرا، اذ تعقد حلقات يتم فيها حفظ القرآن او ختمه، وجميعم يحضرون بالزي المبهج الابيض وغطاء الرأس (العرقجين)، الذي يمنحهم طابعا دينيا جميلا، وهم يستمتعون بقراءة القرآن في حضرة الامام الحسين عليه السلام مبتهجين بالوقت وبالصورة، التي يقدمها لهم القائمون على هذا المحفل من حفظة كتاب الله ومرتليه، ممن يقدمون جهدا إضافيًا في تعليم الأطفال مبادئ القراءات الصحيحة بشكل يعزز من قدرتهم على النطق والترتيل. 


آثارٌ اجتماعيَّة 

في الصحن الحسيني الشريف وطيلة ايام شهر البركة نشاهد حلقات الدروس القرآنية تعقد بشكل يومي لكل فئات المجتمع للكبار والنساء والاطفال، كل في موقعه المخصص له، وبترتيب مسبق من قبل القائمين عليها، لتكون الأجواء أبلغ تعبيرا، وأجمل صورة عن فضائل شهر رمضان وقيمته المعنوية وآثاره الاجتماعية، التي تبنى عليها سلوكهم  بشكل أعمق وأبهى، كما أنها ترسم لوحة إيمانية كبيرة المعنى لكل من شهدها وأيقن مغزاها العظيم في رمضاننا المبارك.