«داعش» تسعى لتأسيس ملاذاتها الآمنة القديمة في العراق

بانوراما 2019/04/16
...


ترجمة / انيس الصفار
 
يتضمن التقرير الذي نشره موقع معهد دراسات الحرب الذي ترجمته {الصباح} معلومات ومؤشرات مهمة عن سعي عصابات داعش الارهابية لاعادة تنظيم صفوفها... وننشره لغرض اطلاع الرأي العام وصناع القرار من دون تدخل منا في محتواه ومضمونه.
يعمل تنظيم “داعش ما بعد الخلافة” في العراق بتصاعد متسارع يفوق الجهود التي تبذل لمنعه من جانب التحالف المضاد الذي تقوده الولايات المتحدة، فهو يعيد تأسيس وبناء شبكات تمرد ذات تمكن في العديد من معاقله التاريخية ويصلها بعضها ببعض.
بذلك يخلق التنظيم الظروف المواتية لشن عملياته الهجومية المستقبلية على الحكومة في العراق.
لهذا السبب ينبغي على الولايات المتحدة وشركائها ألا يعتبروا وضع الامان النسبي الحالي في بغداد دلالة مؤكدة على هزيمة “داعش”.
ستراتيجية التحالف المضاد لداعش بقيادة الولايات المتحدة، التي تنهج نحو تمكين العراق من “التعامل باستقلال” مع حركة التمرد من خلال الدعم الاستخباري وسواه من جهود بناء قدرات الشركاء، يمكن أن تمنى بالفشل في منع “داعش” من استعادة زخمها المعتمد على مسار تحركها الحالي في العراق.
1 - داعش قد تمكنت فعلياً من تأسيس منطقة دعم متينة ومعززة في البقاع المحيطة بمدينة الحويجة في محافظة كركوك منذ شهر أيلول 2017.
* المشهد: الحويجة من المعاقل القديمة لـ”داعش” ومن قبلها لسلفها تنظيم “القاعدة في العراق” وذلك بالاعتماد على تعاطف سكان المنطقة من العرب السنة معها.
كذلك تتيح جبال حمرين، بموقعها القريب من الحويجة، إمكانية التنقل بين الشمال والجنوب، ما بين محافظتي نينوى وديالى.
هذه الجبال تؤمن ايضاً ملاذات منيعة ضد الضربات الجوية وعمليات تطهير الارض.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: تخلت “داعش” عن سيطرتها على الحويجة في شهر تشرين الاول 2017 وتركتها للتحالف المضاد بقيادة الولايات المتحدة بغية المحافظة على قواتها ومواردها ثم إطلاق حركة تمرد مستقبلاً في مناطق شمال العراق.
احتفظت “داعش” بمعظم ما كانت تمتلكه من تلك القدرات في جبال حمرين كما نشطت في زرع خلاياها بين اوساط الاهالي المدنيين في المناطق المحيطة بالحويجة.
في تشرين الاول 2017 أوجد الخلاف الذي نشب بين قوات الامن العراقية وقوات الحشد الشعبي بخصوص كردستان العراق على طول الحدود الداخلية المختلف عليها ثغرات أمنية أتاحت فرصاً اضافية لـ”داعش” كي تنبعث مجدداً في المناطق القريبة من الحويجة.
في شهر كانون الاول 2017 باشر تنظيم “داعش” تنفيذ الهجمات ضد قوات الامن العراقية وقوات الحشد الشعبي والاعتراف بمسؤوليته عنها، حينها حذر أحد اعضاء مجلس النواب العراقي من تواجد 1000 مقاتل داعشي في أقل تقدير ينشطون في المناطق قرب الحويجة.
بحلول شهر أيار 2018 كانت “داعش” قد وسعت نطاق عملياتها المحلية لتشمل الابتزاز وتخريب المحاصيل الزراعية بهدف جمع الموارد المالية الكافية واضعاف الثقة الشعبية بقدرات قوات الامن.
واصلت “داعش” ايضاً تطوير بناها التحتية الساندة في جبال حمرين، وفي أيلول 2018  كانت التقارير تتحدث عن تأسيس التنظيم بنى تحتية ثابتة شملت معسكرات تدريب ومحاكم وأماكن إقامة لعناصرها في حمرين، وقد أخفقت قوات الامن في اقتلاع “داعش” من منطقة الحويجة رغم عمليات التطهير الكبرى التي نفذتها في شهر نيسان 2018.
2 - “داعش” ماضية في انشاء منطقة دعم مستديمة شمال حوض نهر ديالى.
* المشهد: كانت محافظة ديالى هدفاً متكرراً للعنف الطائفي بحكم كون سكانها مزيجاً مختلطاً من العرب الشيعة والعرب السنة والكرد.
وقد ساعدت المناطق المختلف عليها بين الحكومة العراقية وحكومة كردستان العراق في مناطق شمال محافظة ديالى ذات الاغلبية الكردية على إثارة البلبلة وعدم الاستقرار، وهو أمر استغلته “داعش”.
يضم حوض نهر ديالى شبكة كثيفة من البساتين التي تؤمن غطاء فعالاً لنشاطات المتمردين.
تنتهي جبال حمرين عند شمال محافظة ديالى وبذلك تصلها بمحافظتي كركوك ونينوى.
في كانون الثاني 2015 ادعت قوات الحشد الشعبي وقوات الامن العراقية انها نجحت في طرد “داعش” من محافظة ديالى دون ظهور ما يؤيد ذلك من جانب التحالف ضد “داعش” الذي تقوده الولايات المتحدة.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: في كانون الثاني 2015 شنت “داعش”  حملة هجمات متأنية ولكنها ثابتة لزيادة حرية تحركها في محافظة ديالى.
في تموز 2018 صعدت “داعش” مساعيها لإعادة تأسيس منطقة اسناد في الرقعة الممتدة من خانقين الى المقدادية وبحيرة حمرين في الجزء الشمالي من محافظة ديالى، حيث يفيد مسؤولو الامن المحليون بأن “داعش” عززت حملتها المذكورة بنقل المقاتلين من محافظة كركوك الى محافظة ديالى عبر جبال حمرين.
كذلك تدير “داعش” سلسلة من البيوت الآمنة بالقرب من بحيرة حمرين يتوغل منها المقاتلون المتشددون الى مناطق أبعد في حوض نهر ديالى.
خلال الفترة ما بين تموز وتشرين الثاني 2018 فر سكان ما يقارب 30 قرية صغيرة بالقرب من خانقين بضغط من “داعش”، وهؤلاء من الكرد
المحليين.
في شهر تشرين الثاني 2018 أطلق احد اعضاء المجلس المحلي في محافظة ديالى نداء لم يلق استجابة لإعلان حالة الطوارئ واستنفار العشائر في المناطق المتاخمة لخانقين.
في كانون الثاني 2019 أكد مسؤولون محليون أن “داعش” تتمتع بالسيطرة “كواقع فعلي” على عدد من القرى قرب المقدادية، وقد شنت قوات الامن المحلية عمليات تطهير متكررة في المنطقة من دون احراز تأثير يذكر.
3 - تعمل “داعش” على تطوير محور للهجوم والنقل يتجه سهمه صوب الجنوب من مدينة بعقوبة في محافظة ديالى.
* المشهد: تمثل مدينة بعقوبة عقدة ارتباط تصل شبكات مناطق شمال محافظة ديالى بالجزء الشمالي من حزام بغداد.
كذلك تتسم طبيعة ناحية بهرز، الواقعة الى الجنوب من بعقوبة، ببساتين نخيل كثيفة توفر الظروف المثالية لديمومة حركة التمرد. 
في الماضي كان تنظيم القاعدة في العراق قد أعد خلايا هجومية تنطلق من الانحاء الواقعة جنوب بهرز عبر خان بني سعد صوب الاجزاء الشمالية من بغداد.
في آذار 2014 حاولت “داعش” الاستيلاء على بهرز ولكنها فشلت في اطار حملتها للسيطرة على الاراضي في محافظة ديالى.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: تعمل “داعش” على توسيع عملياتها في منطقة دعمها المستديمة قرب بهرز، وفي منتصف العام 2018 بدأت بتنفيذ هجمات اتبعت فيها أسلوب الكر والفر قرب بهرز. 
في وقت لاحق صعدت “داعش” وتيرة هجماتها على القوات الامنية والشخصيات القبلية المحلية والمواقع ذات القيمة الاقتصادية في بهرز، كان ذلك في كانون الثاني 2019.
بحلول شباط 2019 أوشكت ناحية بهرز على السقوط تحت سيطرة “داعش” وفقاً لمصدر أمني لم يذكر بالاسم، وفي 28 شباط 2019 دعا عضو في مجلس النواب العراقي الحكومة العراقية الى نشر قوات اضافية لمنع حدوث “تدهور أمني خطير” في محافظة ديالى.
من المحتمل ان تتخذ “داعش” من تواجدها في بهرز مرتكز قوة تنطلق منه لمهاجمة بغداد الى الجنوب وبعقوبة الى الشمال من حيث سيكون بوسعها في نهاية المطاف أن تدفع محور قوتها أبعد على امتداد حوض نهر ديالى لتتصل بمناطق اسنادها في الانحاء الشمالية من محافظة ديالى.
4 - تعمل “داعش” على بناء منطقة اسناد لها في الجزء الشمالي من حزام بغداد تصل بين عملياتها في محافظتي ديالى والانبار.
* المشهد: في الماضي دأب تنظيم القاعدة في العراق على استغلال المنطقة الممتدة من الكرمة الى التاجي فالطارمية، في الجزء الشمالي من حزام بغداد، كمنطقة اسناد لهجماته داخل بغداد وتحريك مقاتليه وامداداته بين محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: احتفظت “داعش” بتواجد كامن لها في الجزء الشمالي من حزام بغداد الذي لم يطهر بدرجة كافية على الاطلاق من قبل قوات الامن العراقية وقوات الحشد الشعبي.
كانت “داعش” تقصر هجماتها لحد الان في هذه المنطقة على الغارات ضيقة النطاق والاحزمة الناسفة، ولكنها أخذت تسعى لتطوير شبكة اكثر فاعلية ومرونة.
اعتقلت قوات الامن العراقية مدير مدرسة بسبب توفيره ملجأ آمناً لأحد الانتحاريين في الطارمية في شهر نيسان 2018، وفي وقت لاحق ادعت وزارة الداخلية العراقية انها نجحت في تفكيك سيارة مفخخة تعود لإحدى خلايا “داعش” الى الشمال من بغداد، كان ذلك في أيلول
2018.
أسست “داعش” ايضاً عدة خلايا لها قرب الكرمة في محافظة الانبار منذ شهر تشرين الاول 2018. 
يحتفظ التحالف ضد “داعش” بقيادة أميركا بتواجد له في معسكر التاجي يمكنه من تقديم التسهيلات لعمل قوات الامن العراقية لدى قيامها بأعمال المداهمة، التي نجحت حتى الان في ارباك عمل “داعش” في المناطق الشمالية من حزام بغداد دون التمكن من تفكيكها.  
5 - توسيع “داعش” لمنطقة اسنادها في ربع الدائرة الجنوبي الغربي من حزام بغداد.
* المشهد: يمتد ما يطلق عليه وصف “مثلث الموت”، الواقع في الجزء الجنوبي من حزام بغداد، من جنوب الفلوجة مروراً بعامرية الفلوجة وجرف الصخر الى شمال محافظة بابل.
تصل هذه المنظومة “داعش” في محافظة الانبار بمحافظتي بغداد وبابل.
خلال العام 2014 استخدم تنظيم “داعش” تواجده في هذه المنطقة لتقديم الاسناد لعملياته في الفلوجة.
في وقت لاحق تمكنت “داعش” من فرض سيطرتها على جرف الصخر واعلنتها محافظة رسمية لعملياتها في الجزء الشمالي من محافظة بابل في 2014.
استخدمت “داعش” عدة معامل لتفخيخ السيارات قرب عامرية الفلوجة في محاولتها للدفاع عن الفلوجة بوجه التحالف المضاد الذي تقوده الولايات المتحدة.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: بدءاً من شهر آب 2018 أخذت “داعش” تعيد تأسيس منطقة دعم لها بالقرب من عامرية الفلوجة لشن هجمات داخل الفلوجة.
حاول التنظيم تنفيذ عملية تفجير انتحارية بدراجة نارية في مطعم شعبي في الفلوجة في شهر آب 2018، وفي شهر تشرين الاول 2018 فجر اول سيارة مفخخة له في الفلوجة منذ عودة المدينة الى يد التحالف المضاد بقيادة الولايات المتحدة في حزيران 2016.
من المحتمل ان تكون “داعش” قد انتجت تلك السيارة المفخخة باستخدام مواقع الانتاج القديمة في عامرية الفلوجة او جنوبي الفلوجة.
في كانون الثاني 2019 اكتشفت قوات الامن العراقية شبكة انفاق معقدة تنفذ الى الفلوجة من جهة عامرية الفلوجة، ومن المحتمل ان تكون “داعش” قد استخدمت تلك الانفاق لدس خلاياها داخل المدينة. 
في وقت لاحق القت قوات الامن القبض على اكثر من 180 شخصاً في الفلوجة لهم ارتباط بـ”داعش”، كان ذلك في شباط 2019.
بدأت “داعش” أيضاً باستخدام منطقة الدعم في عامرية الفلوجة لدفع قوة تابعة لها جنوباً باتجاه جرف الصخر وشمال محافظة بابل في كانون الاول 2018.
منذ شهر كانون الاول 2018 اعتقلت قوات الامن العراقية عدداً من متشددي “داعش” في نقاط السيطرة المنصوبة على طول الطريق السريع الذي يصل محافظة بابل ببغداد.
في وقت لاحق احبطت قوات الامن عملية للتنظيم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة جرف الصخر في كانون الثاني 2019.
6 - تتمتع “داعش” بحرية الحركة في صحراء الجزيرة التي تستخدمها لنقل المقاتلين والمعدات بين سوريا ومحافظة الانبار ومحافظة صلاح الدين.
* المشهد: صحراء الجزيرة، الواقعة على امتداد الحدود العراقية السورية الى الشمال من نهر الفرات، منطقة مفتوحة لا تخضع لسيطرة طرف معين، وهي مسرح مناسب للعمليات النشطة التي تنفذ عبر الحدود من قبل الشبكات الاجرامية أو من طرف “داعش”.
تنظيم “داعش” وكذلك تنظيم “القاعدة في العراق” من قبله استخدما كلاهما حرية الحركة التي توفرها هذه المنطقة كعامل قوة لامتصاص زخم عمليات التطهير التي تشن على خطوط الاتصال البري التابعة لهما على امتداد حوض نهر الفرات.
تنظيم القاعدة في العراق كان يعتمد بصورة متزايدة على هذه المنطقة للاغراض اللوجستية بعد فقدانه الدعم الشعبي في مناطق حوض الفرات إبان صحوة الانبار في منتصف 
العام 2007.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: تحتفظ “داعش” بشبكة لوجستية ضمن نطاق منطقة القائم تستخدم فيها الانفاق والمنازل الآمنة لنقل المقاتلين والمخدرات والاموال والمواد الاخرى على طول وادي الفرات الاوسط، ومن المحتمل أن تكون هذه هي الشبكة التي مكنت التنظيم من تهريب مقاتليه وتجهيزاته سراً من آخر منطقة كان يسيطر عليها في باغوز داخل سوريا.
في شهر شباط 2019 صرح مسؤولون اميركيون وعراقيون، لم تذكر اسماؤهم، بأن اكثر من 1000 مقاتل داعشي قد تمكنوا من عبور الحدود العراقية السورية قاطعين صحراء الجزيرة منذ أيلول 2018.
تمكنت قوات الامن العراقية وقوات الحشد من تشتيت عمل عشرات الخلايا التي تعمل على تهريب المتشددين والموارد في القرى الصغيرة الواقعة أبعد من ناحية الشرق على امتداد حوض الفرات منذ شهر ايلول 2018.
ربما يكون بعض هؤلاء المقاتلين قد تمكنوا من تأسيس شبكات دعم محلية، ولكن كثيرين غيرهم آخذون بالتحرك لتنفيذ هجمات في مناطق ابعد الى الشمال داخل محافظة صلاح الدين.
تفيد التقارير بأن “داعش” قد قامت بهجمات على بيجي انطلاقاً من صحراء الجزيرة مستعرضة قدرتها على استخدام الشبكات اللوجستية الصحراوية للدفع بقواتها الى وسط العراق.
هاجمت “داعش” ايضاً قوات الامن العراقية التي تؤدي أعمال الدورية في صحراء الجزيرة الى الشمال من منطقة القائم، ومن المحتمل ان تكون تلك محاولة من جانبها لحماية خطوط امداداتها عبر الحدود العراقية السورية.
7 - يتخندق عناصر “داعش” في ملاذ جغرافي آمن غرب مدينة الموصل.
* المشهد: تؤمن جبال بادوش، الواقعة الى الجنوب الغربي من الموصل، ملاذاً جغرافياً آمناً لحركة التمرد شأنها شأن جبال حمرين الى الجنوب الغربي من كركوك.
هذا النظام يرتبط برقعة من المناطق الصناعية والقرى الصغيرة على المشارف الجنوبية الغربية لمدينة الموصل تدعى ممر الجرن.
في الماضي كان تنظيم القاعدة في العراق يستخدم هذه المنطقة معقلاً وملاذاً.
كلا “داعش” و”القاعدة” استخدما هذه المنطقة ايضاً كأرضية انطلاق لمهاجمة مدينة الموصل.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: لم ينجح التحالف المضاد لـ”داعش” بقيادة أميركا ابداً في تطهير جبال بادوش من “داعش”، التي ربما تكون قد تلقت توافداً من المقاتلين ودفقاً من المواد اثناء فرار التنظيم من مدينة الموصل في 2017.
من الممكن ايضاً ان يكون مقاتلو “داعش”، المنسحبون امام العمليات البرية التي نفذها التحالف المضاد بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، قد اعادوا التموضع في هذه المنطقة بعد اجتيازهم صحراء الجزيرة.
في شهر تشرين الثاني 2018 كثرت التقارير التي تتحدث عن قيام “داعش” بعمليات دعم واسناد واعادة تشكيل لقواتها المقاتلة في جبال بادوش.
تنفذ “داعش” هجمات ضد قوات الامن المحلية والشخصيات القبلية في القرى الواقعة الى الجنوب من جبال بادوش، ومن المحتمل أن يوسع التنظيم هجماته على الموصل في نهاية الامر في محاولة لانتزاع منفذ بالقوة يمكنه من بلوغ الطريق السريع بين مدينتي الموصل وبيجي.
عمليات الدهم التي نفذتها قوة النخبة في جهاز مكافحة الارهاب العراقي لم تتمكن من اضعاف الملاذ الامن الذي تتحصن فيه “داعش” في جبال بادوش. 
8 - تعيد “داعش” تشكيل شبكات حضورها في الموصل.  
* المشهد: تعرضت اجزاء كبيرة من مدينة الموصل للتدمير خلال عمليات تطهيرها على يد التحالف ضد “داعش” بقيادة الولايات المتحدة.
منذ ذلك الحين عاد بعض سكانها المدنيين ولكن كثيرين غيرهم اختاروا البقاء في مخيمات النازحين خارج الموصل.
تتطلب مدينة الموصل قدراً ملحوظاً من الجهد والعمل، بضمن ذلك ازالة الذخائر الحربية غير المنفلقة، لأجل اعادة تأهيل مناطق المدينة التي تدمرت او تعرضت للتلغيم المكثف على يد “داعش”.
جهود اعادة البناء عكرتها شوائب الفساد وسوء الادارة، ويعرّف جهاز مكافحة الارهاب ناحية كوكجالي، الواقعة شرق الموصل، بانها كانت المركز الرئيس لمعامل تفخيخ السيارات لدى “داعش” خلال معركة الموصل.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: أنشأت “داعش” شبكة من الخلايا النائمة في كل مكان من مدينة الموصل بعد أن تمكن التحالف ضد “داعش” بقيادة أميركا من استعادتها في تموز 2017. 
في شهر تشرين الثاني 2018 فجرت “داعش” أول سيارة مفخخة لها في الموصل منذ 2017 ثم اعقبتها بثانية في شباط 2019.
الأمر المحتمل هو أن شبكات “داعش” المتواجدة داخل الموصل هي التي سهلت تنفيذ تلك الهجمات، ومن المحتمل ايضاً أن “داعش” لا تزال تحتفظ ببعض قدراتها على تفخيخ السيارات في الجانب الشرقي من الموصل، وبضمن ذلك ناحية كوكجالي.
9 - تلقى “داعش” نجاحاً في تجنيد العناصر من الكرد العراقيين على أمل التمكن مستقبلاً من تشكيل تهديد جديد قاعدته كردستان العراق.
* المشهد: سبق للكرد العراقيين تاريخياً أن ساهموا في نشاط الجماعات الجهادية السلفية في العراق.
فخلال حرب العراق عملت الجهادية السلفية الكردية تحت راية أنصار الاسلام، بيد أن عناصر كبيرة من انصار الاسلام في العراق عادت في ما بعد والتحقت بـ”داعش” في العام 2014.
خلال الفترة 2014 – 2015 منع البيشمركة الكرد “داعش” من التقدم داخل كردستان العراق.
* نشاطات داعش الآخذة بالانبعاث هنا: تمارس “داعش” اعمال التجنيد وانشاء الشبكات الهجومية داخل كردستان العراق.
في 21 تموز 2019 أقدم ثلاثة أكراد على احتجاز رهينتين بعد اقتحامهم مبنى المحافظة في مدينة أربيل.
كان المتشددون من طلبة الدراسة الثانوية ومن سكان مدينة اربيل، وقد جرت تعبئتهم بالفكر المتطرف على يد رجل دين كردي عراقي له صلات معروفة بـ”داعش” وقد القت قوات الامن القبض عليه لاحقاً في 24 تموز 2018.
في تشرين الثاني 2018 القت قوات الامن القبض ايضاً على ثمانية اشخاص يعملون ضمن شبكة تمويل لـ”داعش” في اربيل، كان هؤلاء المتشددون مرتبطين بشبكة الراوي التي أدرجتها الولايات المتحدة ضمن المنظمات المحظورة في 2016.
في كانون الاول 2018 اعتقلت قوات الامن ايضاً عدداً من الخلايا التي كانت تخطط للقيام بهجمات ذات صدى في محافظة السليمانية عقب اقتحام احد السجون هناك.
وكان اقتحام السجون من العلامات الدالة المهمة على عودة انبعاث “داعش” في العراق عقب الانسحاب الاميركي في العام 2011.
 
* براندون والاس/عن موقع معهد دراسات الحرب