السينما تقتبس مجدداً رواية {الفرسان الثلاثة}

الصفحة الاخيرة 2023/04/02
...

 باريس: أ ف ب


خلافاً لوتيرة حياته الحافلة بحركة لا تهدأ، كان الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما شديد التنظيم في عمله، وكانت تحفته "الفرسان الثلاثة" الصادرة عام 1844 والتي يبدأ في فرنسا عرض فيلم سينمائي جديد مقتبس منها، قمة في فن التشويق الروائي.

يضمّ الفيلم الذي تنطلق عروضه على الشاشات الفرنسية الأربعاء مجموعة من الممثلين البارزين، من بينهم بيو مارماي والجزائرية لينا خودري وفيكي كريبس، وهو مقتبس بقدر كبير من الأمانة من عملاق أدب اللغة الفرنسية.

كان ألكسندر دوما في الحادية والأربعين عندما كتب "الفرسان الثلاثة" (Les Trois Mousquetaires)، وكانت شعبيته أصبحت كبيرة في باريس وخصوصاً منذ النجاح الواسع الذي حققته مسرحيته "هنري الثالث وبلاطه" (Henri III et sa cour) في مسرح "كوميدي فرانسيز" عام 1829.

ولاحظ الباحث الأدبي اللبناني كارل عقيقي الذي تناولت أطروحته "الفرسان الثلاثة" أن "الرواية تأخذ القارئ إلى عالم الكبار الخاص، فالفرسان حاضرون في الحفلات، وفي البلاط (...)، وكما يتابع الناس اليوم مسلسل ذي كراون، كانوا في ذلك الزمن يقرأون الفرسان الثلاثة ويكتسبون ثقافة تتعلق بتاريخ فرنسا".

ولا يزال لعبقرية دوما في سرد القصص مفعول قوي اليوم، بعد نحو قرنين.

وقال كارل عقيقي إن "دوما هو الأفضل في جعل القارئ مدمناً". وأضاف "يقول المرء لنفسه: لن أغلق الكتاب، بل سأقرأ الفصل التالي. لكنّ الفصل التالي يعطي إجابات أخرى ويؤدي إلى ألغاز أخرى".

ودفع نجاح الرواية دوما إلى كتابة تتمَتَين هما "بعد عشرين عاماً" (Vingt ans après) عام 1845 و"لو فيكومت دي براغولون" (Le Vicomte de Bragelonne) التي امتدت حلقاتها ثلاث سنوات (1847-1850).

ونشر دوما أيضاً عام 1844 رواية متسلسلة أخرى ظلت مشهورة هي "كونت مونتي كريستو" (Le Comte de Monte-Cristo) أُعلِن أن فيلماً سينمائياً سيقُتبس منها في تشرين الأول 2024.

وأتاحت له هذه النجاحات الضخمة تحقيق حلمه، وهو إيفاء ديونه وبناء منزل في بور مارلي ضمن المنطقة الباريسية. 

لكنّ الأمر لم يدم طويلاً، إذ أفلس دوما مجدداً اعتباراً من عام 18