بيروت : جبار عودة الخطاط
شغّلت باريس محركاتها الدبلوماسية تجاه ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، وثمة معلومات تشير إلى أن الإليزيه يعد العدة للتواصل مع المملكة العربية السعودية لإحداث الخرق المطلوب في جدار الشغور الرئاسي، ووفق هذا المسار يمكن قراءة الزيارة اللافتة من قبل سليمان فرنجية لباريس.
وبرغم شح المعلومات عن زيارة الإسم الأبرز في بورصة المرشحين للرئاسة إلى باريس حيث التقى زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية في العاصمة الفرنسية بالمستشار في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل؛ إلا أن التسريبات والتحليلات في بيروت أمس السبت باتت تدور في اتجاهين، حيث تشير دوائر لبنانية إلى أن باريس تكثِّف جهدها الدبلوماسي في الملف الرئاسي وتحديداً في موضوعة ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة وهي بصدد مناقشته عن ضمانات معينة يمكن أن يحملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض في زيارة مرتقبة للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الأيام المقبلة والخوض في الملف الرئاسي من أجل بلورة الجهد الفرنسي إلى خطوات عملية تغذُّ السير في حلحلة العقدة الرئاسية اللبنانية.
بينما يشير اتجاه آخر إلى أن باريس دعت فرنجية لزيارتها بغية إبلاغه بأن حظوظه الرئاسية تواجه صعوبة حقيقية خارجياً حيث الرفض السعودي ولبنانياً حيث موقف الرفض المعروف من قبل القوى المارونية النافذة مثل "التيار الوطني الحر" و"حزب القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب".
وحتى الآن لا يمكن تأكيد أي من الاتجاهين في قراءة خلفية زيارة زعيم "المردة" لباريس، وهنا لابد من ربط الزيارة الأخرى لباريس التي قام بها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي عاد من العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول بعد زيارة قام بها رفقة رئيس "اللقاء الديمقراطي" تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، حيث التقى جنبلاط بالمسؤولين الفرنسيين المعنيين عن الملف اللبناني في قصر الإليزيه إضافة إلى مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السفير بيرنار إيمييه، لتبادل وجهات النظر في الاستحقاق الرئاسي في لبنان.