3 كلمات

الصفحة الاخيرة 2023/04/04
...

حسن العاني



في الوقت المحدد الذي أعلنت عنه الفضائية لبث برنامجها الجديد (حوار مع الرؤوس الكبيرة)، والذي نوهت إليه باهتمام كبير غير مرة، ووصفته بأنه الأول من نوعه، سواء من حيث موضوعاته الساخنة، أم من حيث الجرأة فعلاً، وهي خصلة حميدة تحسب للفضائية. كان ذلك قبل خمسة 

أشهر.

ملأت صورة المقدم شاشة الفضائية، كان شاباً أنيقاً، لم تسبق لنا رؤيته، حتى اسمه تعرفنا عليه لأول مرة عبر الشاشة، وبعد أن انتهى من الترحيب بالمشاهدين الكرام، انتقل إلى الترحيب بالضيف.. ثم إلى الموضوع الرئيس أو قضية الحوار قائلاً: يسرنا في هذا المساء أن يكون معنا وجه علمي أكاديمي، يعد من بين أسماء قليلة في العراق تحمل المؤهلات العلمية والبحثية بأعلى مواصفاتها، فقد أنهى الضيف الكريم دراسته الأولية في جامعة بغداد، ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، ثم حصل على شهادة الماجستير من بريطانيا في مجال الاقتصاد، ومن الولايات المتحدة نال شهادة الدكتوراه عن أطروحته (التجارة الدولية – رؤية معاصرة)، وبهذا اجتمعت له صفتا السياسة والاقتصاد، وهما عصبا 

الحياة.

وواصل المقدم حديثه: في الحقيقة لدينا العديد من القضايا التي كنا نود مناقشتها، ولكن ذلك يتعارض مع الوقت المخصص 

للبرنامج، ولهذا آثرنا الوقوف عند قضية شائكة جداً، وأعني بها هذا التراجع الغريب الذي لم يشهد له تاريخ العراق مثيلاً، لكونه عاماً وشاملاً، ولم يترك مرفقاً إلا وشمله، فمن عراق الشهرة الطبية والعلمية والجامعية التي جعلت الناس من شتى البلدان العربية والإقليمية تقصده للعلاج أو الدراسة، إلى عراق لا يمر يوم من دون سماع عشرات الشكاوى على خدمات المؤسسات الصحية، ومئات الفضائح عن الشهادات المزورة، ومن عراق الألف مصنع ومعمل إلى عراق يستورد الحليب والماء والمشروبات الغازية والملابس والجلود والكهربائيات، ومن عراق يتسيد العديد من البطولات الرياضية إلى عراق لا يحسن غير الخسارة ومن.. إلى.. الأمر الأكيد، أن الدولة بكامل مؤسساتها تعمل بجهد مضاعف لمواجهة هذا التراجع المقصود وغير المقصود، والسؤال المطروح على الأستاذ الضيف: هل هو متشائم أو متفائل بجهود الحكومة؟ أرجو أن تكون الإجابة بثلاث 

كلمات!.

لأول مرة تختفي صورة المقدم ونتعرف على صورة الضيف الذي قال [أنا متفائل جداً] وتوجهت الكاميرا من جديد نحو المقدم الذي لم يدخر مفردة إطراء إلا وأسبغها على ضيفه، ثم شكر المشاهدين على حسن الإصغاء والمتابعة!.