بغداد: سرور العلي
بخامات عدة كالملح، والقهوة، والألوان، والبيض، والصابون، والرسم بأقلام الرصاص، يمارس طبيب الأسنان زيدون خلف هوايته بمجال الفن، إذ أكد أنه اكتشف شغفه هذا قبل دخوله للجامعة، ليعمل على تطوير إمكانياته، لا سيما كونه يدرس باختصاص طب الأسنان، الذي بحسب تعبيره يحتاج إلى لمسة فنية ودقة في العمل، مقاربة إلى إبداع الأعمال الفنية، فضلاً عن أنه يتقن النحت والخط.
ولفت زيدون إلى أنه يمزج الطب والفن معاً، فأحدهما يكمل الآخر، كما أنه يحاول في كل يوم إيجاد طريقة مختلفة للفن، وأشار إلى أن الناس أحبت طريقته بالرسم بالملح، من دون استخدام الأوراق والألوان والفرشاة، ومن الصعوبات التي يواجهها، هي أن تلك الطريقة تحتاج إلى يد ثابتة، ونقل القياسات بدقة، وأي حركة خاطئة سيعيد رسم اللوحة من جديد، إضافة إلى أن الرسم بكلتا اليدين يتطلب تركيزا عاليا جداً، وتحكم بهما في آن واحد، وأنجز لوحات لمشاهير عدة، كالفنان كاظم الساهر، والمهندسة المعمارية زهاء حديد، والفنانة أم كلثوم، والمغنية والكاتبة الإنجليزية أديل لوري.
ويطمح زيدون إلى إيصال الفن لكل أفراد المجتمع، ولإثبات لهم ما يمتلكه الشاب العراقي من طاقات وإبداعات، مبيناً "لا توجد مدرسة محددة أنتمي لها، لأنني أرسم من كل مدرسة بطريقة معينة، كما أنني قمت بتطوير مهاراتي، من خلال تجربة كل أنواع الرسم، وبالتدريب والممارسة المستمرة، كذلك أضفت بعض الطرق الجديدة إليها، فأصبح لدي أسلوب مختلف وجديد، وكل شيء في الحياة بالتجارب والمحاولات سنجد أنفسنا مبدعين به".
لاقت أعمال زيدون رواجاً واسعاً لدى الآخرين والمهتمين بالفن، بخاصة في منصات التواصل الاجتماعي، إذ وجدوا أعماله مختلفة، كما أنه يقوم بالرسم على الكانفاس والخشب، وأوضح: "الأفكار التي أودُّ إيصالها هي أنه من الممكن أن ترسم بأي خامة، وبأي مواد متوفرة على سبيل المثال الملح، فهو متوفر بكل بيت، ومن خلاله تصنع لوحة وملامح".
شارك زيدون بالعديد من المؤتمرات الخاصة بطب الأسنان، ومنها مؤتمر الدكتور رافع الجبوري، وفي مهرجان شمس، وفي معارض فنية بدول مختلفة عن طريق شبكة الإنترنت، وغيرها من المهرجانات، ويسعى إلى تطوير تقنيات جديدة بمجال طب الأسنان.