القاهرة: إسراء خليفة
طالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي، ممثلاً في الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بالتحرك بسرعة لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير باقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى فجر أمس الأربعاء ومهاجمة المصلين والمعتكفين هناك، واعتقال ما يقرب من 500 فلسطيني، والذي يُنذر بإشعال الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال للأقصى، مُشدداً على أن هذه التصرفات غير المسؤولة في الأماكن المقدسة تمس المشاعر الدينية لملايين من المسلمين عبر العالم، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
ونقل جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، عن أبو الغيط، تحذيره من مغبة تصدير الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل إلى الشعب الفلسطيني، ومشدداً على أن التوجهات المتطرفة التي تتحكم في سياسة الحكومة الإسرائيلية سوف تقود إلى مواجهاتٍ واسعة مع الفلسطينيين إذا لم يوضع حدٍ لها.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الأربعاء المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين داخله واعتقلت المئات منهم، وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى بدعوى وجود من وصفتهم بـ"المحرضين" داخله، وذلك قبل ساعات من دخول "عيد الفصح" اليهودي الذي يتم الاحتفال به من 5 إلى 12 نيسان الجاري.
وأظهرت صور قيام الشرطة الإسرائيلية بجر النساء واعتقال الرجال أثناء إخراجها المصلين من باحات المسجد الأقصى، كما أظهرت اعتداءها بالضرب على المعتكفين وتكبيل أرجلهم أثناء اعتقالهم.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عشرات من المعتكفين في المسجد أصيبوا خلال الاقتحام، وإن قوات الاحتلال منعت أطقمه الطبية من الدخول إلى المسجد لإسعاف المصابين، مشيراً إلى أن جنود الاحتلال اعتدوا على المسعفين وعلى سيارات الطواقم وحطموا زجاج عدد منها.
وعقب إخراج المعتكفين والمصلين بعد أدائهم صلاة الفجر اقتحم مستوطنون باحات الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت إلى اقتحام الأقصى وذبح القرابين داخل باحاته بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
ورصدت حركة "عائدون إلى جبل الهيكل" الصهيونية المتطرفة مكافأة قدرها نحو 5 آلاف دولار لكل مستوطن يتمكن من ذبح قربان الفصح داخل المسجد الأقصى.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المسجد الأقصى مساء أمس الأول الثلاثاء في صلاة التراويح لإخلائه من المعتكفين، وألقت قنابل الصوت داخل المسجد، وقطعت التيار الكهربائي عن المصلى القبلي، وحطمت باب العيادة الطبية، واعتلى أفراد شرطة الاحتلال سطح المصلى القبلي وكسروا عددا من زجاج نوافذه، في حين أوصد المعتكفون الأبواب من داخل المصلى ورفضوا الخروج منه.
في هذه الأثناء، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر أمس الأربعاء غارات على موقعين للمقاومة الفلسطينية جنوب مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية موقعين للمقاومة الفلسطينية بالقرب من الحدود في شمال وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن صاروخاً فلسطينياً أصاب مصنعاً في مستوطنة سديروت عند الحدود الشمالية الشرقية مع قطاع غزة، وقالت بلدية المستوطنة إن الصاروخ ألحق أضراراً طفيفة بالمصنع من دون أن تقع أي إصابات بشرية، وكانت المصادر نفسها قد أشارت إلى أن 10 صواريخ أطلقت من غزة فجر أمس الأربعاء، وأن القبة الحديدية اعترضت
معظمها.
وتعليقا على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، قالت الرئاسة الفلسطينية إن ما يقوم به الاحتلال من مساس بالمقدسات حرب شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وحذرت من أن تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة سيؤدي لانفجار كبير.
وعلى صعيد ردود الفعل العربية، أدانت كل من: قطر ومصر والأردن والسعودية، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.
وفي المواقف الدولية الإسلامية، أصدرت الخارجية التركية بياناً قالت فيه إن تركيا تستنكر بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى وتوقيف أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
بدورها، شجبت الخارجية الإيرانية الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وطالبت برد فوري من الدول الإسلامية.