تسلمت «الباب المفتوح» رسالة من لفيف من اهالي منطقة كفاءات السيدية، يناشدون فيها محافظة بغداد وامانة العاصمة ايصال الخدمات الضرورية التي تأخرت كثيرا عن منطقتهم، خاصة ان الخدمات المذكورة وصلت لنصف المنطقة فقط فيما بقي النصف الاخر في حرمان دائم.
واوضح اصحاب الرسالة انهم وبعد سنوات طويلة من المعاناة التي عاشوها في محلة
(845) التابعة لمنطقة كفاءات السيدية، بسبب حرمانها من خدمات شبكة الصرف الصحي و(تبليط ) الشوارع وغيرها من الخدمات الأساسية الأخرى، وبعد مناشدات كثيرة قدموها الى دوائر محافظة بغداد وأمانة العاصمة بخصوص رفع تلك المعاناة، جاء الحل مبتورا ومقتصرا على تقديم الخدمات المشار اليها الى جزء من المنطقة وترك الجزء الآخر معرضا للإهمال والتأخير والانتظار لسنوات أخرى قد تأتي وقد
لا تأتي.
وذكروا ان منطقة كفاءات السيدية تقع ضمن المنطقة الجنوبية لقاطع الرشيد البلدي وهي ملاصقة لمنطقتي السيدية وشهداء السيدية المعروفتين بتمتعهما بكافة الخدمات البلدية المقدمة من أمانة بغداد منذ سنوات طويلة، حتى وصل الامر الى مستوى تشجير الساحات وتزيين التقاطعات بمستلزمات المظهر الجمالي لهما، في حين ظلت شقيقتهما كفاءات السيدية ترزح تحت غبار الانقاض والمكبات، مع استمرار الاهمال وسط ارتفاع غبار الشوارع الترابية صيفا وانتشار البرك والاطيان شتاء.
ونوهوا بانه سبق لهم نشر العديد من الشكاوى على صفحات جريدة الصباح وعرض هذه المشكلة على قنوات التلفزيون المختلفة بقصد ايصال أصواتهم الى المسؤولين المعنيين، كما زاروا دوائر بلدية متعددة للغرض نفسه ولكن من دون فائدة تذكر، ثم استبشروا خيرا بدخول آليات دائرة المشاريع التابعة للأمانة الى شوارعهم مطلع كانون الأول من العام الماضي وبدأت عملها المعلن عنه لتطوير المنطقة بالتخطيط والمسح والحفر والدفن بمواد الاكساء المختلفة، ثم صب حدود الأرصفة بالكونكريت بانتظار عملية التبليط
النهائية.
لكن تبين مؤخرا أن عمل التطوير المقصود يشمل نصف المنطقة وترك النصف الآخر تماما بلا خدمات مجاري ولا انشاء شوارع، والغريب ان المبرر المقدم من موظفي ومهندسي العمل بأن القسم الذي شمله التطوير كان قد تم انجاز عمل المجاري له منذ عشر سنوات تقريبا، وبالتالي فعلى أبناء المنطقة غير المخدومة الانتظار لعشر سنوات أخرى لحين رؤية آليات الأمانة تعمل من جديد وسط شوارعهم، بالرغم أن الرابط بين المنطقتين هو شارع عام بعرض عشرين مترا فقط مشمول أيضا بتلك
الخدمات.
وللعلم فإن المنطقة المحرومة ليست واسعة جدا بحيث يصعب توفير التخصيصات المالية لتقديم الخدمات لها فهي تضم (12) زقاقا فقط، بطول 120 مترا للزقاق الواحد، وجميعها مرتبطة بالشارع العام
مباشرة.
ونبه الاهالي الى إن فكرة تطوير قسم وترك الآخر بلا (تبليط ) ستعود بالتلف والتدمير على القسم (المبلط) لأن السيارات والعربات المختلفة ستنقل بعجلاتها الأوحال والأتربة من المنطقة المحرومة الى المطورة، وبالتالي ستكون هناك مطالب جديدة بترميم وصيانة ما قاموا بتطويره
سابقا.
ويتساءل المواطنون عن سبب هذا الخلل والشلل الذي يصيب منطقتهم بالاهمال وعدم انصافها، بشكل منع الدوائر البلدية من تنفيذ خطط خدمية بسيطة تعد من أساسيات العيش لأي حي سكني في أي بلد لا يملك خيرات العراق ؟.