بغداد: غيداء البياتي
لقبت بسفيرة الأزياء العربيَّة في ايطاليا، وحاملة لهم المرأة العربيَّة وأناقتها، تقيم بين عمان وباريس لكن العراق يسكن داخلها، تلك هي مصممة الأزياء العراقيَّة العالمية هناء صادق، التي قالت لصفحة «الاسرة والمجتمع» إنها تجمع الحلي وتصمم الأزياء التراثيَّة كطريقة للتواصل مع التاريخ، وحرصا منها على عدم ضياعه.
وتضيف :» غالبا ما أسعى لالقاء محاضرات عن الأزياء العربيَّة والفلوكلورية والحلي، التي تميز الرداء العربي وأتطرق عن انواع النسيج المستخدم في صناعة كل زي، واغتنمت فرصة تواجدي في لندن مؤخرا، والتقيت مجموعة من العراقيات المغتربات هناك، فكان لقاء من النوع الفخم، حيث من المهم جدا أن ألتقي بالجالية العراقية، خاصة من النساء، فكان لقائي بهن ضمن ملتقى ثقافي او تجمع نسائي يدعى «لقاء الثلاثاء»، وهي فكرة لسيدة عراقية تدعى هناء استطاعت أن تجمع ما يقرب من ـ»50 « امرأة عراقية بإحدى القاعات في لندن كل ثلاثاء».
تقول هناء :»الجميل في هذا اللقاء أني رأيت الأسر العراقية ب عاداتهم وتقاليدهم وحفاوة استقبالهم وبالطريقة العراقية نفسها، حيث الأكلات الشعبية، التي تتميز بها كل محافظات العراق، ألقيت خلال هذا التجمع محاضرة عن الأزياء والتراث، وأهم محاورها هو كتابي الذي أصدرته منذ فترة، والذي حمل عنوان « الأزياء والحلي العربيَّة بلا حدود» وتحدثت عن كيف يمكن أن تقاوم الأزياء العربيَّة العولمة، بعد أن أخذن النسوة يرتدين الجنز والتيشيرت والاحذية الرياضية، وكذلك الرجال والشباب، حيث اندمج الجينز الرجالي والنسائي مع بعض في الموضة واطلقوا عنه «جنس واحد».
استطردت هناء بالقول :» الآن أصبحت هناك مبالغة بموضوع البنطال الجينز، وهذا اكبر غلطة في عالم الموضة، حيث أخذ الرجال يتشبهون بالنساء، ولم يبق سوى أنهم يرتدون الكعوب العالية».
الصادق أكدت خلال حديثها في المحاضرة أن مثل هذا الموضوع في الموضة والتشابة في الملبس بالنسبة للرجال والنساء هو خطأ كبير لا يستهان به وقالت :»على الأسر العربيَّة والعراقية على وجه الخصوص أن تربي البنت وترغبها في ارتداء الملابس الأنثوية، والولد على ارتداء الملابس الخاصة بالرجال منذ الصغر، فمن المعروف أن الاطفال يحبون تقليد الكبار وارتداء ملابسهم، فالبنت تحب أن ترتدي الأزياء الخاصة بوالدتها، وكذلك الولد غالبا ما يحب أن يرتدي بدلة والده او بنطاله وغيرها من الملابس الرجالية، لذا على الأم أن تنمّي ذلك بداخل أولادها ولا تحاول منعهم».
الحلي الفضيّة
اشارت صادق بالقول:» خلال اللقاء تحدثت للنسوة ايضا على أنواع النسيج، حيث كنا في الدار العربيَّة مكتفين ذاتيا من النسيج الصوف والحرير، وفي الموصل كانوا يعتنون بزراعة اشجار التوت بكميات كبيرة للحصول على خيوط الحرير، بينما كان قماش الكتان يأتي من مصر والسودان، هكذا كنا في بلادنا العربيَّة، كما وتطرقت في حديثي عن أنواع الحلي العربيَّة، ولماذا العربيات يشعرن بالفخر، حين ارتداء الحلي الفضية الاصلية، وذلك لأنَّ كل قطعة، سواء كانت عقدًا او حلقةُ او خاتما دائما تحمل آثارا وجدت من خمسة آلاف سنة، حتى لو كانت مصنوعة حديثا أو قبل ثمانين عاما، فالحلي العربيَّة تتميز بوجود الطلاسم، أو تلك التي تصرف عن الانسان «العين» او «الحسد»، كما تعتقد النسوة منذ سنين طويلة، والتي تحتوي على الأحجار الكريمة مثل الفيروز وغيرها.
تراث وفولكلور
المصممة أوضحت أن كتابها الأخير الذي يحمل عنوان» الأزياء والحلي العربيَّة بلا حدود « غنيٌّ جدا بجميع المعلومات الخاصة بالحلي العربيَّة والتراثية والفلوكلوريات في الأزياء، ويمكن للنسوة مراجعته أقول ذلك لأن أكثر النساء الموجودات في الملتقى الأخير، أشرن إلى أنهن منقطعات عن الموضة العربيَّة في الأزياء وأنهن يجهلن في بلاد الغرب كل تلك المعلوات عن الحلي، والأزياء العربيَّة وأصالتها وتراثها وتأريخها العريق، لكن ما اكدته لهن أنه مثلما استطعن تثقيف انفسهن في مجال الأطعمة والاكلات الصحية، فهن مجبرات على تثقيف ذاتهن بنوعية الأزياء، التي ترتديهن كل واحدة منهن، خاصة أن الملابس اليوم أصبحت متشابهة، فلا توجد قطعة متميزة على عكس الأزياء العربيَّة المنفردة في الجمال، وتطرقت خلال ساعات الملتقى ايضا على طرق تنظيف قطع الملابس المصنوعة من القطن والكتان».
واخيرا قالت هناء صادق :» كان اللقاء ممتعًا للنسوة، فقد أشدن جميعهن بتلك المحاضرة، كونهن اخذن يتنفسن العربيَّة في بلاد أوروبيَّة خلت من تراثنا وعاداتنا وريحة أهلنا على ما قلن».