هل تسرق الفضائيات أوقات الصائمين؟

الصفحة الاخيرة 2023/04/09
...

 بغداد: سرور العلي 


تتسابق القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك، لبث أحدث المسلسلات والبرامج الترفيهية، غاية في تحقيق الربح المادي من وراء ذلك، وكسب إيرادات الإعلانات. ومع أن هذا الشهر يكون أفضل توقيت لإداء مختلف الطقوس والعبادات، فإن تلك الفضائيات قد سرقت الصائمين من هذه الأجواء الدينية، وضيعت أوقاتهم ببرامج التسلية والدراما، لتسلب عقولهم وتدمر القيم التي اعتاد عليها أفراد المجتمع، فأصبح هؤلاء أسرى لتلك القنوات، وهجروا سجادة الصلاة ودور العبادة، وابتعدوا عن ترتيل الأدعية وقراءة القرآن الكريم.

ويقول التربوي أياد مهدي عباس: إن "الأسر العراقية اعتادت في ليالي شهر رمضان المبارك من كل عام على الاهتمام بمشاهدة الفضائيات العراقية والعربية، والانجذاب إليها من الإفطار وحتى ساعات متأخرة من الليل، غاية في متابعة ما تقدمه هذه الفضائيات المختلفة من نتاجات فنية متنوعة، وخصوصاً الدراما التلفزيونية التي تتناول مواضيع مختلفة،  أغلبها تكون ذات طابع بعيد عن الأجواء الروحانية التي يفرضها الشهر المبارك على الأسرة المسلمة". 

ويضيف أن "هذه المسلسلات تترك أثراً في نفوس المشاهدين، فتثير موجة من الجدل بين الأوساط الاجتماعية، بسبب محتواها الهابط وغير المناسب لقدسية شهر رمضان المبارك، والتي لا تتماشى مع الذوق العام السليم للمسلم".  

وأشار عباس إلى أن الكلمة المصورة تأخذ أثرها في نفوس المشاهدين والمتلقين أكثر من الكلمة المقروءة، "إذ بمقدور الفضائيات العراقية والعربية أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع الإسلامي، لا سيما في شهر رمضان المبارك، بسبب مكانته وقدسيته في نفوس المسلمين، وذلك من خلال كتابة القصص الدينية، وإخراج مسلسلات تاريخية أو إسلامية هادفة تجسد مبادئ الدين الإسلامي، والتركيز على منهج الإسلام الوسطي المعتدل، ومعالجة المشكلات الاجتماعية والأخلاقية التي أخذت بالانتشار بين صفوف الشباب"، وفقاً لتعبيره. 

إن هوس مشاهدة تلك القنوات وما تبثه أسهم بتراجع وتقاعس الكثيرين عن أداء الواجبات الدينية في هذا الشهر الفضيل، وهو بعكس ما كان سائداً في الأعوام الماضية من أجواء رمضانية جميلة خلابة، وكثرة العبادات والزيارات غاية في صلة الأرحام، فضلاً عن تبادل أطباق الطعام بين الجيران والأقرباء، وعقد المجالس الدينية والتوعوية.

من جهتها، تقول الموظفة زينب حسين، وهي أم لثلاثة أولاد، إن "الأسرة تسهم بدور مهم في إبعاد كل من البرامج والمسلسلات التي من شأنها أن تؤثر في قيم الأبناء من خلال اختيار وتحديد ما تتم مشاهدته، إلى جانب التركيز على أداء فروض العبادة وإعطائها الوقت الأكبر، لا سيما أن هذا الشهر هو فرصة لتزكية النفس وتطهيرها من الشهوات وملذات الدنيا".