حسين الصدر
- 1 -
كثُر الحديث عن الراحل الدكتور علي الوردي ونظرياته وآرائه التي أودعها في كتبه، والتي تلقاها منه طلابه الكثيرون على مدى سنوات طوال تدريسه لعلم الاجتماع، وانقسم الناس ازاء طروحاتِه الى قسمين :
منهم مَنْ انحاز له ، ومنهم مِنْ نقم عليه ،
ولهذا ظهرت العديد من البحوث والمقالات في نقده والرد عليه .
- 2 -
والسؤال الذي يراود بعض الأذهان هل كان الوردي شاعراً ؟
والجواب :اننا لم نطلّع على شعره ...
ولم يَنْشُرْ هو في كتبه شيئاً من الشعر منسوباً اليه، لكننا نعلم انه من عائلة ظهر منها شعراء مُبْدِعُون أهمهم الشاعر الراحل الدكتور عبد الامير الوردي .
والشاعر الراحل علي جليل الوردي ،
ولكلٍ منهما شعرٌ كثير مسموع ومنشور
لقد كتب الوردي في كتابه (اسطورة الأدب الرفيع) قائلاً :” فلقد كنتُ في بدء شبابي شاعراً أو شويعراً ،
وعانيتُ من نظم الشعر بلاءً لا يستهان به ،ولا أزال أذكر كيف كنتُ أجمع القوافي مِنَ القواميس فأضعها في قائمة، ثم أبدأ بنظم القصيدة على أساسها، وكثيراً ما كنتُ أحشر الألفاظ في البيت حشراً لكي أصل بها الى القافية المنشودة” اسطورة الأدب الرفيع ص 88 لقد حسم الوردي الأمر فقال انه كان شاعراً في أيام شبابه ،ثم استدرك وخشى ان لا ينطبق عليه وصف الشاعر فقال ( أو شويعراً)
ولكنه على كل حال مارس عملية (النظم) وكان يُعد القوافي سلفاً يأخذها من القواميس – على حد قوله –
لقد اكتفى باخبارنا عن مزاولته للشعر أيام شبابه ولكنه لم يذكر لنا نماذج من شعره .
ومن هنا يصعب أنْ ندخله في عداد الشعراء ، ذلك ان الشعراء – كما هو معلوم – يمارسون نظم الشعر على مدى الأيام وليس في مرحلة الشباب وحدها .
- 3 -
ومن جهة اخرى : فان الدكتور الوردي كان كثير الاستشهاد بالشعر مما يعني أنَّ محفوظاته الشعرية لم تكن قليلة ،وكان الاستشهاد بالشعر في الابحاث العلمية أمراً مألوفاً عند مجايليه من
الباحثين .
أما اليوم فمن النادر أنْ تجد في الباحثين المعاصرين من يلجأ الى استخدام الشواهد الشعرية . إمّا لضعفٍ في رصيدِه الشعري...وأمّا مجاراة لزملائه الآخرين ..!!
- 4 -
إن إعداد القوافي بشكل مسبق لا يحتاجه الشعراء الموهوبون، فالمفروض انّ المعاني هي التي تفرض الاتيان بالقافية المناسبة لا العكس ...
- 5 -
وأخيراً : لو كان الدكتور الوردي راضياً عن شعره أيام شبابه لأورد نماذج منه في كتاباته، والمظنون انه لم يكن يراه مناسباً لِمَا بَلَغَهُ مِنَ الشهرة والمكانة فغيَّبَهُ عن الانظار .
- 6 -
ومن الجميل أنْ يبادر من يحتفظ بشيء من شعره لنشره ليطلع عليه الراغبون بالوقوف عليه ، ولتتضح ملامحه الفنيّة وطريقة صياغته للافكار والمعاني ، ورسمه للصور...
فهل مِنْ مبادر ؟