شبابٌ يصنعون الأمل من خلال فرقهم التطوعيَّة والتوعويَّة

ولد وبنت 2023/04/10
...

  بغداد: وائل الملوك

الثقافة التطوعيَّة هي الركيزة الرئيسة نحو إيجاد الأرضية المناسبة لنمو شجرة العمل التطوعي، وتقوية روافده، والسعي لبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، فهو سلوك إرادي تطوعي تعتنقه فئة الشباب، ويعمل على تنمية روح الانتماء لديهم ولدى العامة، هذا ما ابتدأت به الحديث مسؤولة فريق شبعاد الثقافي التطوعي اسراء عطية مدلول لـ{ الصباح}، قائلة:

" من أجل تفعيل العمل التطوعي للشباب ولجميع الفئات، لا بد من نشر ثقافة العمل وحب المشاركة في الفرق التطوعية، ومنها فريق شبعاد الثقافي التطوعي، وهو فريق شبابي ثقافي إعلامي يهتم بتطوير مهارات الفرد وتشجيع وإقامة الانشطة والفعاليات، منها،" المهرجانات الثقافية والفنيَّة، ومعارض الرسم، وانشطة خاصة للاطفال لتنمية مواهبهم"، إلى جانب الاهتمام بشريحة اليتام ودور المسنين، لرفع روح المعنوية والنفسية لديهم، إضافة إلى تعاون شباب الفريق مع الفرق التطوعية الاخرى ووزارات الدولة، من خلال إلقاء محاضرات توعويّة وثقافيّة عبر ورش وندوات تسعى لتطوير الفرد العراقي.

عمار جنان السعدي، في فريق أبناء سومر للعمل التطوعي، متطوع منذ عام 2014، بيّن أنه نشأت لديه رغبة المساعدة بعد احتلال مجاميع داعش الارهابيّة للمحافظات، وخلال فترة التحرير من قبل قواتنا الأمنية، وكانت البداية من مخيمات بزيبز واليوسفية والعديد من مخيمات النازحين الاخرى، إلى جانب دعم القوات الأمنية والحشد الشعبي بكل الاحتياجات الضرورية، قائلا: هذه المرحلة ولّدت في داخلي روح المحبة والتعاون دون توقف، وبدل الحملة التطوعيّة الواحدة شاركت في حملات إنسانية اخرى ولا أزال، أبرزها "إعمار العديد من المنازل للأسر المحتاجة، وتجهيز السلّات الغذائيَّة والتي وصلت ما يقرب من ٢٥٠ حملة لتوزيعها بين مستحقيها، وحملة سفرة اليتيم وجمعهم مع الشباب ومشاركتهم وجبة الطعام مع وجود فرقة للألعاب وتوزيع الهدايا". 

اما سماح فلاح شاكر متطوعة في فريق لعلم الفلك، تؤكد، ما دفعني لتأسيس فريق (دار السلام الفلكي)، هو غياب مفردات واساسيات مفاهيم الفلك على المجتمع العراقي، علما أن هذا العلم يعدُّ جزءا من الثقافة العامة في المجتمعات الأوروبية، وبصراحة كانت المهمة صعبة في مراحلها الأولى، خصوصا في ايجاد اشخاص ومتطوعين من الشباب مهتمين بالفلك، اضافة إلى أنني حاولت أن أثبت للاخريات وللعالم، بأن المرأة يمكن أن تشارك في أي مجال، وتصنع لها بصمة تسهم في تطوير المجتمع، كما أن الفريق اليوم يحتضن فريقًا للاطفال تحت عنوان "فلكيين المستقبل"، والذي يهدف إلى تعليم الاطفال في ما بينهم من خلال ورش ودروس تعليمية وانشطة مباشرة، عن طريق مشاركتهم في المخيمات الفلكية ورؤية النجوم والكواكب عبر التلسكوبات المخصصة، وهذا بحد ذاته هدف يسهم باهتمام الصغار، وصولا لأعمار الشباب المراهق بتطوير مهاراتهم العلمية والتقنية والابتكارية، مختتمة حديثها فريق "دار السلام الفلكي" يسعى جاهدًا لتطوير الشباب علميا وتقنيا، وأن دعم الفريق وتشجيع المتطوعيين للانضمام إليه يمثل خطوة مهمة نحو بناء مجتمع مزدهر فكريا، خصوصاً في مجال العلوم الفلكية.

بينما أشار ظهير رحيم الموسوي مدرب المتطوعين الشباب والمختص بالتنمية البشرية، إلى أن التنمية البشرية من الأمور الأساسية، التي تعتمد عليها أغلب المجتمعات المتطورة، بهدف زيادة القدرات التعليمية والخبرات العملية لمواطنيها، لدفعهم وتشجيعهم على العمل المتواصل بكل جهد ومحبة، بعيدا عن الشعور بالكسل أو العجز، وأن التنمية البشرية هي عملية توسيع خيارات البشر، حيث إنها لا تنتهي عند تكوين القدرات البشريّة كتحسين الصحة، وتطوير المعرفة والمهارات، بل تعتمد إلى أبعد من ذلك من حيث الانتفاع بها، سواء في مجال العمل من خلال توفر فرص الإبداع، والتمتع بوقت الفراغ، والاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الإنسان، والمساهمة في النشاطات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى أبرز أهدافها هي "توفير الوسائل الضروريّة، التي تسهل على الناس في المجتمع الواحد الحصول على فرص التعليم الصحيح، والعمل المستمر من أجل محو الجهل والأمية في المجتمعات كافة، والعمل من أجل الحدّ من ظاهرة البطالة، والسعي للحصول على فرص عمل مناسبة في كل من المناطق الحضاريّة والمدن الكبيرة والمناطق الريفيّة البسيطة، اضافة إلى تعليم الشباب كيفية تقديم العون والمساعدة الصحيّة والطبيّة للأطفال والمحتاجين المسنين، وكيفية السعي وراء تحسين المستوى المعيشي للفرد، وزيادة ثقة الإنسان بنفسه.

وفي السياق نفسه، اكد عقيل جميل، مدرب الحياة والمختص بعلم الفلسفة، أنه جعل له هدفا كبيرا لا يحده حدٌ، من خلال مساعدة الشباب من الفئتين في فهم حياتهم بطريقة افضل، وذلك من خلال دورات تطويرية وتوعوية، منها ما هو تطوعي ومنها ما هو مدفوع الثمن، نتناول فيها فن الإلقاء وكيفية التحدث أمام الجمهور، والتخلص من الصدمات، وسيكولوجية العقل الباطن، والعلاقات العامة، وأسرار الحياة الزوجية السعيدة، والكاريزما وقوة الشخصية.. وغيرها، لافتا إلى أنه حضر لقاءات تلفزيونية قدم فيها الكثيرَ من الاستشارات، التي ساعد فيها الأسر والأشخاص الذين ضاقت بهم السبل، من كره الذات والحياة، والذين وصلوا إلى مراحل الاكتئاب والانتحار، وعلى أنه شارك بتأسيس العديد من الفرق التطوعية، التي تسهم في تقديم خدمات للمجتمع على أصعدة مختلفة، والتي من شأنها دفعه خطوات لا منتهية  نحو الأمام.