المحتوى الهابط

الصفحة الاخيرة 2023/04/11
...

حسن العاني

في عام يعود إلى تسعينيات القرن الماضي قصدت مدينة (حديثة) لتقديم التعزية لآل جعفر، إذ انتقل إلى رحمة الله أحد أفراد الأسرة – لا يحضرني اسمه مع الأسف – وكان باستقبالي الصديق الطيب، أو ولدي كما كنتُ أنظر إليه (رباح آل جعفر) الذي أصرّ على أن نتناول الغداء معاً، ونزلت عند رغبته (مع أن بيت خالي كانوا من سكنة حديثة القدامى)، غير أنه ونحن نحتسي الشاي انتقم مني بدون سبب واضح بحيث جعل الغداء يتحول في معدتي إلى زقوم، وهو يخبرني أنه بالاتفاق أو بتوجيه مع واحد من أعز أصدقائي (زيد الحلي) نشرا في جريدة العراق/ الصفحة الأخيرة/ مادة صحفية فيها إساءة علنية للأديب العراقي المبدع عبدالرحمن مجيد الربيعي عندما اتهماه بالإشارة والتلميح والدلالة بأنه يروج لنفسه ويدعي أن العالم منشغل بكتبه وترجمتها، ويوم اطلع الربيعي الذي تربطني به علاقة ودٍ واحترام كبيرين، توجه إلى الجريدة ومعه مجموعة من أعماله الأدبية المترجمة، وحين سأل عمن يقف وراء هذه المعلومة أو التهمة الباطلة، أخبراه بأن (حسن العاني) هو وراء هذه المعلومة الخبيثة !

على أية حال حاولت بشتى الوسائل والطرق ايصال اعتذاري إلى الربيعي وتبرئة نفسي، وأن صديقيّ (زيد ورباح) عليهما اللعنة، بعد أن فشلا في تقديم موضوعات صحفية تنال رضا القارئ توجها إلى لعبة من ألعاب المراهقين!.

وكان من الطبيعي بفعل عجلة الزمن أن أنسى الحادثة تماماً وأصفح عن (بني ذهل) وأقول (القوم اخوان)، وأعود إلى عشقي القديم للحلي ورباح، لولا أن رباح أفندي أهداني في شهر شباط العام الحالي كتابه المعنون (سنوات الحبر) وفوجئت به يتطرق إلى حكاية الربيعي – وكأنه يباهي بعمل بطولي – وكيف انزعج عبدالرحمن من التهمة الباطلة فإذا به يأتي، والكلام لآل جعفر (ذات ليلة شتائية ماطرة إلى جريدة العراق وبصحبته القاص الراحل غازي العبادي والناقد ماجد السامرائي، كان الربيعي يتأبط عدداً من الكتب والدراسات التي قال إنها تثبت ما أنكرناه، وكان يسألنا بعتب شديد: من هو متعب بن تعبان؟) – أشار رباح في أثناء سرده للحكاية أو التهمة التي نشراها إلى أنها كانت بتوقيع اسم مستعار هو متعب بن تعبان – واستكمالاً لرواية رباح تقرأ التالي (وكان علينا أن ندافع، ولعلنا أضعنا الوقت عبثاً ونحن نحاول التملص بالاعتذار فاضطررنا أن نلقي التهمة على صديقنا حسن العاني  ومرت سنوات طوال حتى التقيت الربيعي في مطعم دمشقي وسألته 

هل تتذكر متعب بن تعبان؟ قال: كيف لا أتذكره، سامح الله حسن العاني، قلت والله يا مولانا إن العاني بريء من هذه التهمة، وإنني أنا من كتب تلك السطور بقصد تحريك الجو الراكد، ابتسم الربيعي مستغرباً ثم ضحكنا).. اللهم لا حول لي ولا قوة عليهما في الدنيا، فعليك بهما في الآخرة واحشرهما مع أصحاب المحتوى 

الهابط!.