زيد الحلي
أعمال فنية عديدة ومتنوعة، نشاهدها حالياً من على التلفزيون، وعلى الرغم من تباين مستوياتها، ومدى تأثيرها، لكنها تفوقت بتقديم مجموعة رائعة من الممثلات الشابات، بعضهن يقفن أمام الشاشة لأول مرة، وقد ذوبت هذه المجموعة المعضلة التي كنا نتكئ عليها سابقاً، ونعانيها في الأعمال الفنية، إذ نلمس ضعفاً بارزاً في العنصر النسوي، وتكراراً في الوجوه ذاتها، وهذا الأمر ليس انتقاصاً من ممثلاتنا القديرات، لكن القلة التي تلج ميدان التمثيل هي السبب، لظروف اجتماعية معروفة، فالتاريخ الحديث لهذه الندرة في ميدان التمثيل عندنا يعيدنا إلى معهد الفنون الجميلة ببغداد الذي تأسس سنة 1936وكان مختصاً بالموسيقى، وبعد نحو عقد من الزمن، أضيف إليه فرع التمثيل برئاسة الرائد حقي الشبلي، وظل هذا القسم خالياً من العنصر النسوي، حتى بادرت فتاة مسيحية هي آزادوهي صاموئيل بالدخول فيه بمنتصف خمسينيات القرن المنصرم، لتصبح أول فتاة تتخرج من فرع التمثيل العام 1962 (طيب الله ثراها)، تبعتها سمية داود، ثم هناء عبد القادر، وفوزية الشندي وغيرهن.
هذا الواقع الذي ذكرته، يؤكد كم كانت الحاجة ضرورية إلى الممثلات اللواتي يمثلن التيار الأقرب إلى الواقعية، فرغم الرؤية الضبابية في المجتمع التي حدت من إمكانية انضمام مبدعات إلى الساحة الفنية، نجد أن الأعمال الفنية التي عرضت في رمضان وما زالت، جعلت الكلام عن ندرة الممثلات الشابات يتوارى، فالكم الذي رأيناه أنتج نوعية جيدة، وأشعرنا أن الإبداع النسوي أثبت جدارته في العطاء. وأن وجود هذه الثلة من فتياتنا بحضورهن اللافت الذي سرق الأضواء مجسداً تميزه وعطاءه الأنيق، أزاح الصورة التي كانت تبدو بمجملها قاتمة، فالطموح ينبغي أن يتماهى مع أفقه الواسع، وينظر لكل هذه التغيرات المفرحة كونه ليس بمنأى عنها، ولكنه كما يبدو يحتاج إلى ظل داعم قوي يهيئ له المساحات لاستصدار ما فيه من طاقات تصنع إبداعاً.
شكراً لمساءات رمضان، ولجميع الفضائيات التي أعادت إلينا الأمل بدراما عراقية، كانت فيها الممثلة العراقية تجسد تألقاً وتميزاً مشهوداً، تستحق عليه الثناء.
إن التمثيل رسالة إنسانية سامية ونبيلة، ذات أبعاد هادفة في التعبير عن المجتمع وقضاياه، فإلى المزيد إن شاء الله.