بغداد: سرور العلي
يعدُّ شهر رمضان المبارك فرصة لتعليم الأطفال الصوم والصلاة، وزرع بداخلهم بذور الخير والمحبة وسط أجواء جميلة وروحانية، فتقول فرح ياسر، وهي أم لثلاثة أطفال: يحتاج الطفل إلى أسس تربوية صحيحة، ودعم وتشجيع، لتعلم أركان ديننا الحنيف، ومنها الصلاة والصوم، وشهر رمضان هو فرصة ثمينة لهؤلاء الأطفال، لتدريبهم وتعويدهم على تلك الأركان والتعاليم حتى يبلغوا سن التكليف.
أما حسين أحمد وهو في العقد الرابع من عمره، وأب لطفلين، فقال: أحرص في هذا الشهر الفضيل على تحفيظ أطفالي لآيات من القرآن الكريم، واصطحابهم معي إلى المسجد للصلاة.
إن تدريب الطفل على الصيام يحتاج إلى الصبر تدريجياً، فعادة ما يقوم الطفل بتقليد والديه، وكبار الأسرة الصائمين، إذ أكدت طبيبة الأسرة والطفل حوراء حسن، أن "الأمر يتطلب منا التشجيع، وأن يصوم على الأقل ثلاث ساعات يومياً، ثم زيادتها بحسب قدرة الطفل على التحمل مع الابتعاد عن اسلوب معاقبته، وتأنيبه في حالة تناوله للطعام وهو صائم".
وأضافت: يفضل أن يعتاد الطفل على أوقات السحور، لتترسخ بداخله عادة محببة، وطاقة يختزنها للمستقبل، كما يجب الاهتمام بغذائه وجعله صحيا.
وعلى الأسر تجنب إجبار الطفل على الصيام، وبدلا من ذلك علينا ارشاده، وتوجيهه وشرح له بطريقة مبسطة أن الصوم هو أحد أركان الإسلام المهمة، وأن فائدته كبيرة، وتقديم له الحلوى والمكافأة، ليستمر بصيامه بكل حب بعيداً عن الاكراه، ويستحسن أن يشارك الطفل في تحضيرات طعام المائدة الرمضانية، واختياره الصنف الذي يحبه من حين لآخر، لتحفيزه على الصيام وكمكافأة له، كما يفضل أن يشارك في تزيين أركان وزوايا المنزل، بمجسمات الشهر المبارك لتوفير أجواء ملائمة.
التربوية نوال محمد بينت ترى أن على أهالي الأطفال القيام بقراءة الحكايات المتعلقة برمضان وفوائده، "لأن هذا الشهر يعلمهم الصبر والتأني والابتعاد عن الغضب، ومشاهدة أفلام الرسوم المتحركة الدينية، والإحسان في تقديم اطباق الطعام الرمضانية إلى الأقرباء والجيران، وتعليمه على عدم الإسراف، ومساعدة المحتاج، وحثهم على تجنب التلفظ بكلمات مسيئة، فضلاً عن تشجيعه على التبرع بجزء من مصروفه إلى المحتاجين من الفقراء والايتام" وفقاً لتعبيرها.
أما الأنشطة التي من الممكن أن نستمتع بها مع أطفالنا في المنزل، تشمل المسجد المنزلي الذي بإمكاننا تصميمه للطفل في أحد أركان البيت باستخدام الكارتون، وتزيينه لكي لا يشعر الطفل بالملل والكآبة، كذلك فانوس رمضان وهو عمل محبب للأطفال، ورؤيته تشعرهم بالبهجة والفرح، ويمكن شراؤه جاهزا، أو صناعته مع الطفل في البيت من الأدوات البسيطة، كالأوراق والقماش الملون.