سرور العلي 

بعباءتها وخمارها وابتسامتها التي تكاد لا تختفي من وجهها، تقتحم الشابة العراقية فاطمة حسن مجال التكنولوجيا، وتحقق مراكز متقدمة، وتخطف الأنظار بتميّزها وإبداعها، وهي خريجة تكنولوجيا معلومات من جامعة بابل، وكان آخر ما نالته هو اختيارها ضمن قائمة 100 امرأة تقنية يستحقن المشاهدة في العالم لهذا العام من منظمة» Women Who Code Women Who Code « الأمريكية.

وتحدثت لـ «صباح»، عن بداياتها بالقول:

«في البداية كنت ارغب بدخول المجال الطبي، ولكن معدلي في مرحلة السادس بالفرع العلمي لم يسعفني، فاقترح أخي الأكبر مجال التكنولوجيا، وبدايتي به كانت مليئة بالفشل الدراسي، ولكن قررت فهمه وبمساعدة أحد أساتذتي الذي لديه دكتوراه من الصين، فوجهني وجعلني اعتمد على نفسي والتعلم وتطوير امكانياتي ومهاراتي، وبدأت باكتشاف المجال يوما بعد يوم». 

نجاح 

نجحت فاطمة عام 2017 بتأسيس»  IRAQI IT WOMEN «، وهو أول مشروع لتمكين المرأة بمجال التكنولوجيا في العراق، وبدأت العمل عليه عام  2018 بتقديم ورش وتدريبات للنساء بهذا المجال، لتمكينهن ومساعدتهن للحصول على فرص عمل. 

وبشأن كونها مدربة بمبادرة مليون مبرمج عربي أشارت إلى أن تلك مبادرة تابعة لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كانت تختص بتدريب مليون مبرمج من مختلف بلدان الوطن العربي، وكانت هي والكثير من العراقيين مدربين بها، إذ يقدمون الخدمات للعديد من الطلاب المشاركين بالمبادرة، مؤكدة «كانت تجربة رائعة، وأطمح بالمزيد للمشاركة بهكذا مبادرات لتقدم المساعدة التقنية لأفراد المجتمع للنهضة به وتطويره، وصناعة جيل واعٍ، وملم بكل ما يخص العولمة ومجال التكنولوجيا والتقنيات».

تميّز 

وفي سؤالنا لها عن اختيارها ضمن قائمة ١٠٠ امرأة تقنية يستحقن المشاهدة، وماذا يعني لها هذا الحدث المهم في حياتها، لفتت إلى أن الاختيار كان صدمة بالنسبة لها ولا يمكن استيعابها، فمنذ أن كانت طالبة اطلعت على تلك المنظمة، ودائما كانت تفكر كيف يمكن أن يقوم الأفراد بهذه الأعمال للوصول لها، لكن اختيارها كواحدة ضمن 100 امرأة حول العالم يستحقن المشاهدة هو انجاز، وبمجرد وضع صورتها قبل البقية بحسابات المنظمة على منصات التواصل الاجتماعي كان شيئا يدعو للفخر ليس لها وحدها، بل لجميع العراقيين، مضيفة «حقا أنا سعيدة بهذا الانجاز، رغم كونه بسيطا، لكنه سيكون بداية لمشوار عظيم، وجاء هدف المبادرة لتعريف العالم بابتكارات العاملين بالمجال التقني، ورفع مستواهم القيادي والريادي، وتشجيعهم على التميز والإبداع، وتحقيق الازدهار 

لبلدانهم».

وتسعى فاطمة للمساهمة بتمكين المزيد من النساء بمجال التكنولوجيا، وترك أثر إيجابي داخل كل امرأة، ودعمها على تحقيق كل ما تسعى له من دون تردد، كما تطمح أن يكون اسمها لا يقل عن المهندسة المعمارية زهاء حديد.

تحدٍ 

واجهت الكثير من الصعوبات، ومنها التنمر والنقد على مظهرها وثيابها، ولكن بالإصرار والعزيمة حققت النجاح، وأثبتت للآخرين أن المظهر لم يقف عائقاً أمام طموحاتنا، بل بالايمان والتوكل على الله نحقق أحلامنا، كما أوضحت أن لأسرتها الدور الكبير باستمرارها، وتشجيعها على مواصلة العمل. 

مشاركات 

شاركت بالعديد من المؤتمرات والورش التدريبية، ومعارض كمعرض gitx  فكانت متحدثة حول تجربتها بالحصول على عمل بعد التخرج، وكانت معظم مشاركاتها لحث الشباب على الاعتماد على أنفسهم، وتمكينهم والبدء بالعمل، وحصلت على شهادة تقديرية من منظمة ieee الدولية، كونها أسست مشروعًا ساعد الكثير من النساء بمجال التكنولوجيا، وحصلت على شهادة أعلى خمس نساء بمجال التكنولوجيا بالعراق، من قبل منظمة Recoded   لسنة  2022، ونالت شهادات أخرى كثيرة.