يبحث يوفنتوس، متصدر الدوري الإيطالي لكرة القدم، دفن بؤسه القاري بخروجه المخيب من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، من خلال ضمان لقب محلي ثامن عندما يستضيف اليوم فيورنتينا في المرحلة الثالثة والثلاثين.
وكان فريق المدرب ماسيميليانو أليغري يمني النفس بتحقيق انجاز أوروبي طال انتظاره 23 عاما بعد تتويجه للمرة الثانية عام 1996، لاسيما بعد ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف المسابقة بـ 126 هدفا من ريال مدريد مطلع الموسم مقابل نحو 100 مليون يورو، لكنه خيب الآمال مرة جديدة بخروجه من الدور ربع النهائي على حساب أياكس أمستردام الهولندي الذي تغلب عليه في عقر داره في تورينو 2-1 إيابا بعدما تعادلا 1-1 ذهابا في أمستردام.
ويحتاج فريق «السيدة العجوز» إلى نقطة وحيدة لاحراز اللقب الـ 35 في تاريخه، وكان قد أخفق في انتزاعها في المرحلة السابقة بخسارته أمام مضيفه سبال (1-2).
وكان بإمكان يوفنتوس كسر الرقم القياسي السابق من خلال احراز اللقب قبل 6 مراحل من نهاية البطولة، لكنه في حال حصوله على نقطة على الأقل في اللقاء مع الفريق «البنفسجي»، سينضم الى ثلاثة أندية حققت سابقا هذا الإنجاز هي جاره تورينو (1948)، فيورنتينا (1956) وأنتر ميلان (2007).
ويملك عملاق مدينة تورينو الرقم القياسي في عدد الألقاب المحلية، وهو يتقدم على قطبي مدينة ميلانو إف سي ميلان وإنتر اللذين يأتيان في المركز الثاني مع 18 لقبا لكل منهما.
وسيتعين على رونالدو الفائز خمس مرات بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، الاكتفاء بلقب وحيد (في الدوري المحلي) في موسمه الأول مع يوفنتوس بعد أن بخر أياكس آماله بلقب سادس في المسابقة الاوروبية الأهم حيث فاز فيها لأول مرة مع مانشستر يونايتد الانكليزي عام 2008، وأربع مرات مع ريال مدريد الإسباني، ثلاث منها متتالية في المواسم الثلاثة الأخيرة.
ولم يكن النجم البرتغالي البالغ 34 عاما مرتاحا بعد الخروج على يد أياكس، والتزم الصمت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تكن ثلاثيته في مرمى أتلتيكو مدريد وتحويل الخسارة صفر-2 في ذهاب ثمن النهائي الى بطاقة تأهل، ثم رأسيته في مرمى أياكس، كافية لتحقيق حلمه بلقب سادس.
وصرحت والدته دولوريس أفيرو بعد الخروج غير المتوقع: «قال لي أنه لا يصنع المعجزات. لقد كان حزينا، وكان يرغب ببلوغ النهائي، لكن هذا الأمر سيتحقق في الموسم المقبل».
وتميل الكفة لصالح رجال أليغري الذين حققوا الفوز على أرضهم في آخر سبع مواجهات مع فيورنتينا، لكن المدرب القديم-الجديد للأخير فينتشنزو مونتيلا يبحث عن تثبيت قدميه بعد تعادل سلبي مع ضيفه أتالانتا في أول مباراة قاده فيها خلفا لستيفانو بيولي. ولم يذق فيورنتينا طعم الفوز في مبارياته الثماني الأخيرة ما أدى إلى تراجعه للمركز العاشر بفارق 13 نقطة عن آخر المتأهلين الى الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ». وصرح مونتيلا عشية اللقاء «أتوقع ان أقابل يوفنتوس شرسا بعد خروجه من دوري الأبطال، على غرار كل الفرق الكبيرة التي اعتادت على طي الصفحة والانطلاق بسرعة من جديد».
وأضاف «سنبدأ نحن أيضا من دون أي وجل مع معرفتنا أننا سنخوض الخميس المقبل مباراة مهمة للغاية في نصف نهائي كأس إيطاليا ضد أتالانتا».
من جانبه، يسعى نابولي إلى مصالحة جماهيره وتعزيز حظوظه في إنهاء الموسم في الوصافة بعد خروجه المذل من ربع نهائي الدوري الأوروبي على يد أرسنال الإنكليزي بنتيجتي الذهاب والإياب (صفر-3)، عندما يستضيف اتالانتا الإثنين في ختام المرحلة.
وصرح مدرب نابولي المخضرم كارلو أنشيلوتي عشية المباراة «عانينا قليلا في النصف الثاني من الموسم الحالي، لكننا نريد إنهاءه بشكل جيد. نريد الحصول على مركز وصيف البطل بأسرع ما يمكن».
وبعد أن حجز يوفنتوس (84 نقطة) وبنسبة كبيرة نابولي (67) البطاقتين الأوليين المؤهلتين الى دوري الأبطال، يشتد وطيس التنافس على البطاقتين الأخيرتين بين خمسة فرق هي إنتر ميلان الثالث (60)، ميلان الرابع (55)، روما الخامس (54)، اتالانتا السادس (53)، لاتسيو السابع (52) وتورينو الثامن (50 نقطة)،وبنسبة أقل سمبدوريا التاسع (48 نقطة).
ويعد لقاء إنتر ميلان وضيفه روما اليوم قمة المرحلة، ويرى مدرب الأخير كلاوديو رانييري الذي أشرف على انتر ميلان لفترة وجيزة لم تتعد ستة أشهر في موسم 2011-2012، في الفوز على المضيف «انطلاقة حقيقية» لفريق العاصمة.
وقال راينييري الذي قاد ليستر سيتي الى لقب تاريخي في الدوري الانكليزي الممتاز في موسم 2015-2016، «تحقيق الفوز في سان سيرو (جوزيبي مياتزا) سيكون أمرا هائلا».
ويسافر ميلان لملاقاة بارما الرابع عشر، فيما يتطلع لاتسيو الى تجديد الفوز على ضيفه كييفو فيرونا الذي تأكد هبوطه الى الدرجة الثانية.
ويلعب في هذه المرحلة التي تقام تسع من مبارياتها العشر اليوم ، والأخيرة الإثنين، بولونيا مع سمبدوريا، جنوى مع تورينو، كالياري مع فروزينوني، إمبولي مع سبال واودينيزي مع ساسوولو.