مهمة وطن

الرياضة 2023/04/27
...

علي حنون

أنباء عمليَّة التحضير والإعداد التي يُواصلها منتخبنا الشبابي في إسبانيا، تُفيد بارتفاع مُؤشر التطلعات الإيجابيَّة بصدد جاهزية ليوثنا للمعترك العالمي، ومما يُعضد رؤية التفاؤل بين أعضاء أسرة فريقنا، هو تأكدهم أنَّ الأجواء التي وُضعت لهم لتعبيد طريق الأداء أمامهم في مونديال الأرجنتين، الذي سيقام في شهر أيار المقبل هي الأفضل، لاسيما أنَّ أيام المعسكر التدريبي تتخلله إقامة عدد من المباريات التحضيرية مع منتخبات يُمكن الإفادة من إجراء المباريات معها ولعل في طليعتها مقابلة البرازيل، التي جرت الثلاثاء الماضي.. ولعل أكثر ما نثر زهور التفاؤل في ملعب تطلعات ليوثنا هو الدعم المتواصل، الذي يتلقاه المنتخب من قبل الجميع سواء من القيادة السياسية في البلد أو من قبل المسؤولين على شؤون المنظومة الرياضية وهي حال ربما تعكس رؤية مُغايرة ينتهجها الجميع لأنهم أدركوا أنَّ ليوث الرافدين بعد بلوغهم ضفاف بوينس آيرس، فإنهم مُؤهلون لتحقيق نتائج يُشار لها في البطولة العالمية.

نعم، هي ليست المرة الأولى، التي يصل فيها منتخب شباب العراق لكرة القدم إلى نهائيات المونديال، إلا أنَّ تشكيلة هذه النسخة تضم أسماءً يُمكن أن يكونوا معيناً للمنتخب الأولمبي ومنه إلى المنتخب الأول، والقائمة التي وضعها المدرب عماد محمد لتكون ممثلة للكرة العراقية في هذا الاستحقاق الكوني، تُمثل توليفة من الوجوه المحترفة ومن الوجوه المحلية، التي تلعب في المسابقة الوطنية ما جعل الانطباع الإيجابي حاضرا كون الجهاز الفني تَوفرت أمامه عديد الخيارات، ويقيناً ونظير جودة الأسماء ربما لم تكن الأمور أمامه يَسيرة لأنَّ تفضيل لاعب على آخر بعيداً عن المسابقة، التي يتواجد فيها، يجب أن يرتكز على أدق تفاصيل الأداء والمعايير الأخرى، التي تتعلق بكل لاعب.

وبلا ريب، فإنَّ الانسجام بين الجهاز الفني ووجوه تشكيلة منتخب الشباب، الذي وُلد من رحم طول الفاصلة الزمنية، التي ترسم حدود تَولي المدرب عماد محمد ومساعديه مهمة الإشراف الفني على الفريق، كان من أبرز أسباب نجاح الليوث فنياً وخلق الأجواء المثالية أمام أسرة الفريق، وأخالني أنها ستكون من الأسلحة، التي سيخوض بها منتخبنا الشباب منافسات مونديال الأرجنتين.. وفي جانب الضفة المقابلة، فإنَّ الإنصاف يُحتم علينا الإشادة والإشارة إلى جهود الاتحاد العراقي للعبة، الإشادة نظير الحرص على توفير معسكر إسبانيا ومبارياته التجريبية والسعي لتيسير شؤون اللاعبين المحترفين، وفي ما يتعلق بالإشارة لابد من القول إنَّ تركيز أسرة الاتحاد على إبعاد الليوث عن أي ضغوطات جانبية، هي حالة إيجابية علينا أن نقف عندها بمهنية كبيرة.

نُدرك- عن يقين- أنَّ منتخب الشباب يحمل معه أمنيات جماهيرنا الكروية من زاخو إلى الفاو وهي مسؤولية كبيرة ليس من الإنصاف تحمل ليوثنا وزرها كاملة، لذلك نرى أنه على بقية الأطراف، التي تعنيها بصورة مباشرة عملية مُساندة المنتخب في مهمة وطن، أن تجتهد من اجل إيصال رسائل تضامن الجميع مع تشكيلة الليوث، لأننا نعي أنَّ تحقيق فريقنا للنتائج الإيجابية سيكون مصدراً لسعادة وبهجة الجماهير، وأيضاً سيجعل كرتنا الوطنية مثار الإعجاب خاصة أنَّ المونديال الشبابي سيحظى بمتابعة عالمية.