الناصرية: نجلاء الخالدي

يسعى علماء الاثار العاملين في المواقع الاثرية التابعة إلى محافظة ذي قار إلى الاستفادة مستقبلاً من تكنولوجيا "الذكاء الاصطناعي" في كشف المزيد عن كنوز الحضارة السومرية التي لم تر النور بعد.

وكشفت ورشة تدريبية حضرها مستشار محافظ ذي قار حيدر سعدي وعلماء آثار من جنسيات مختلفة عن توظيف التكنولوجيا الحديثة في توثيق التنقيب عن الآثار العراقية وحفظها، وكان من بين الحضور آثاريون من جامعتي روما وكوستاريكا، قاموا بتدريب عدد من الطلبة والعاملين في قطاع الاثار والتراث في محافظة ذي قار عن كيفية التحليل والحفظ والتوثيق بواسطة الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يسهّل مهمة العاملين في مجال الآثار بمحافظة ذي قار، كونها تضم أكثر من 1200 موقع أثري. 

ويصف المنقبون هذه المدينة الغنية بآثار تعود إلى حقب زمنية مختلفة، بأنها "منجم أثري"، وهو ما يثير شغفهم بالبحث عن كنوزها المدفونة تحت الأرض. وشهدت الورشة التي اقيمت على قاعة المحاضرات في متحف الناصرية الحضاري تكريم آثاريين غربيين والتعريف بأهمية توثيق الحضارة العراقية، كما ألقى مستشار محافظ ذي قار كلمة أشار فيها إلى أهمية التنقيب عن الاثار بواسطة التكنولوجيا الحديثة، وكيفية الحفاظ على المكتشفات الأثرية من التلف، وهو أمر بالغ الأهمية في العمل الآثاري.

وأكد أهمية تنظيم الورشات التدريبية والتطويرية في استخدام الوسائل العلمية وطرق التنقيب الحديثة، وهو ما ينعكس على رفع مستوى الكفاءات لدى الباحثين وطلبة كلية الاثار في محافظة ذي قار.

يذكر أن أكثر من عشر بعثات تنقيبية تعمل في محافظة ذي قار، أهمها بعثتان إيطاليتان إحداهما تعمل في موقع "أبو طبيرة" الأثري في الناصرية، والأخرى في "تل زرغل" في قضاء الدواية، فضلاً عن بعثة تنقيبية أميركية تعمل في مدينة أور الأثرية، وبعثة "فرنسية إيطالية" مشتركة تعمل في موقع أريدو، وأخرى فرنسية تعمل في موقع لارسا، إلى جانب بعثتين بريطانيتين تعملان في موقع تلو في قضاء النصر و "تل خيبر" غرب الناصرية، كما وتعمل بعثة تنقيبية سلوفاكية في موقع جوخا شمال الناصرية، وبعثة مسح اثري أخرى تعمل في موقع كوكل.