محاضرة عن السرديَّات المهمَّشة

ثقافة 2023/05/02
...

  كربلاء: صلاح حسن السيلاوي 


ألقى الدكتور نصير جابر محاضرة عن السرديَّات الشعبية، على قاعة اتحاد أدباء كربلاء، وسط المدينة بعنوان: (تقويض الخطاب.. دراسة في السرديات المهمشة)، عبر أمسية أدارها الناقد الدكتور علي حسين يوسف وحضرها جمهور الأدب والثقافة في المدينة.

ابتدأت الأمسية بحديث مديرها عن الدلالات الاصطلاحية التي وردت في عنوان المحاضرة، متطرقاً إلى أهمية التغلغل في روحيات الأمكنة وجذور ثقافات سكانها، مؤكداً على غنى تلك الثقافات، التي ترتبط بجذور حيوات مهمة وحاضرة، يمكن من خلال استقراء المهمل منها اكتشاف كثير من المعارف.

 بعدها تحدث المحاضر، عن التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية السلطوية التي حاقت بالذات الإنسانية، بوصفها سرديات كبرى قوضت من تمظهرات الأنساق الثقافية التي تعبر عن مضمرات الوعي الشعبي. وقد استعرض المحاضر كثيراً من العادات والتقاليد والمفردات، التي يستخدمها أهل محافظة الديوانية، التي كانت مدنها وأريافها نموذجاً لتطبيقاته، وتشعبت محاضرته لما في دراسته للمهمل من علاقة بالواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي بكل تنوعاته.

بعدها وجه مقدم الأمسية تساؤلات عديدة عن ثنائية الهامش والمركز في الخطاب الروائي، وتوظيف المفردة الشعبية في بنية السرد، والمرويات الشفاهية، أجاب عنها المحاضر باستفاضة. ثم قدم الناقد الدكتور عمار الياسري ورقة نقدية بعنوان: (تسريد المحكي اليومي) تحدث فيها عن كتاب (من ذاكرة الشجن) للدكتور نصير جابر، قال فيها: إن تسريد المحكي، يشتغل على هندسة المبنى الحكائي، عبر توظيف تقانات سرديَّة، منها تموقعات السارد، وتسريد الوثيقة الشعبيَّة، مثل القصيدة الشعبيَّة، والمثل الشعبي، والترانيم الشعبيَّة، وتوظيف البنية الدراميَّة، وتسريد الشخصيات الهامشيَّة، والنهايات المفارقة. 

فتح مدير الأمسية باب المداخلات، فكانت الأولى للشاعر صلاح حسن السيلاوي، تحدث فيها عن أهمية دراسة المهمل في ذاكرتنا الشعبية، لافتاً إلى موضوعة التفكير السردي، مقارنة بالتفكير الشعري، مبيناً ما يضيع من السرد في حياتنا أزاء ما يوثق من الشعر، مطالباً الجامعات العراقية إيلاء موضوعة المهمل في اللهجات والأمثال والتقاليد ما تستحقه من الاهتمام، لما تمثله من حاجة ماسة ترتبط بالحفاظ على الذاكرة بوصفها هوية إنسانية.

 ثم كانت مداخلات القاصين، كريم فارس وحمودي الكناني، اللذين تحدثا عن المحاضر ومنجزه، ومحاضرته التي اتخذت من الحيوات الشعبية، ومكنوناتها الغنية، بعلائقها مع الثقافات والمفاهيم المرتبطة بالأرض العراقية ارتباطا وثيقا وخصبا.

وفي نهاية الأمسية، قدم أمين الشؤون الإدارية في اتحاد أدباء كربلاء، القاص حمودي الكناني شهادة الاتحاد التقديرية للمحاضر، لتختتم الأمسية بتوقيع الإصدارات، التي قدمها الضيف للجمهور الكريم.