لن تجدها في غوغل!

الرياضة 2023/05/02
...

علي رياح
 كثيرٌ من الوقائع والتفصيلات مرّت إلى بطون الكتب وباتت في ذمَّة التاريخ، أعود إليها بين حين وآخر، فأنت لن تجد لها أثراً في محرك (غوغل)، بعد أن أهيل عليها تراب النسيان، لكنها تصادفني كلـّما قلبت في قصاصات قديمة أعود إليها بين حين وآخر تفعيلاً للذاكرة، كأنني أكبس على زر (التنشيط) لها!

(منتخبنا العسكري يهزم منتخب إنكلتر).. وضع الخطاط كلمة إنكلترا هكذا من دون الألف.. مانشيت عريض تصدّر واجهة صحيفة (الجمهور الرياضي 31 أيار 1966).. لا بدّ أن يشدك المانشيت المذهل ثم تكتشف في المتن والتفاصيل أنها كانت مباراة في الكرة والصولجان! 

لا يبدو اسم الحارس (علاء بدر) مثيراً لأيِّ اهتمام لدى القارئ، لكنَّ صحيفة (الرياضي 19 تشرين الأول 1972) تشير بمانشيت كبير إلى أنه أول حارس مرمى عراقي يتصدى لأربع ركلات ترجيحية في مباراة واحدة.. علاء كان حارساً لمرمى فريقه الرافدين الديواني والكرات التي ردّها ببراعة انطلقت من أقدام لاعبي فريق المصلحة!

يبقى فريق الطلبة (الجامعة سابقاً) أروع من حمل راية الهواية الحقـّة عند ظهوره على مسرح الدوري.. فريق من الطلبة يواصلون التحصيل العلمي، معظمهم كانوا في الجامعات العراقية.. تكتب صحيفة (الرياضي- 16 كانون الثاني 1977) عن تذبذب مستوى الفريق بعد أن كان قد أحدثَ قبلها ثورة في نتائجه أمام الفرق الكبيرة، وتعزو السر إلى انهماك اللاعبين في أداء الامتحانات وحرصهم على التفوق العلمي كأولوية قصوى!

(قرار ثوري وجريء للجنة الأولمبية العراقية بحظر السفر ودعوة فرق للعراق).. والسبب وراء قرار غير مسبق كهذا كما تقول صحيفة (الرياضي 5 أيار 1974) يعود إلى خسارتنا الشنيعة أمام منتخب اليمن بهدفين دون مقابل، وهي واحدة من أمرّ الهزائم التي مُـني بها منتخب العراق على مرّ العصور.. بعد ثلاثة أشهر من هذا القرار اشتركنا في الدورة الآسيوية في طهران!

ما أشبه الليلة بالبارحة! صحيفة (الملعب 2 حزيران- 1969) تضع هذا المانشيت (هنا ترقد كرة القدم العراقية- كوكيزا يشترك في تشييع جنازة المأسوف على شبابها) وتشدد الصحيفة في مقال نقدي لاذع على أنه لا فرصة للمدرب الأجنبي للعمل في العراق، وتتساءل: هل يجب أن يكون الفشل نهاية حتمية لعمل المدربين الأجانب في العراق؟ والسؤال يعني على نحو مباشر أنَّ المدرب الأجنبي مُحارَب- بنصب الراء- والجميع يضع العراقيل والمطبات أمامه فقط لإثبات أنه لا يصلح للمنتخب العراقي غير المدرب العراقي!!

شمول كل فرق الاتحادات الرياضية بمشروع التغذية.. كان هذا المانشيت الرئيس لصحيفة (الرياضي 12 حزيران 1977)، ولا حاجة أبداً إلى المزيد من التفاصيل!

يبدو أننا نعيش الدوامة نفسها منذ أمد بعيد.. يلفت انتباهي مانشيت كبير لصحيفة (الرياضي 2 شباط 1978).. (أعمارهم مضبوطة وتفاؤل بمستقبل زاهر وتخطيط رائع لاتحاد الكرة).. الحديث كان عن منتخب شباب العراق الذي فاز لاحقاً ببطولة شباب آسيا في بنغلاديش مناصفة مع كوريا الجنوبية، ولم يسلم المنتخب من شائبة العبث بعدّادات العمر!