(السفانة)..ماذا بعد العودة؟

الرياضة 2023/05/04
...

علي حنون



النجاح، الذي طال فريق نادي الميناء يوم أمس الأول، في موقعة الثلاثاء، والذي سجل عودته إلى الدوري المُمتاز من بوابة منافسه نفط الوسط، يرتقي - وفق المعطيات الواقعية - إلى مرتبة الإنجاز كونه تحقق في ظل ظروف مُعقدة لا تتعلق فقط بقدرة النادي وحاله، وإنما تصل في مديات منها إلى أبعد من ذلك لتقترب في بعض الفواصل من شؤون تتعلق بمنافسات دوري الدرجة الأولى..ولعل التوفيق، الذي رافق رحلة (السفانة) في مباراة الحسم ما كان ليكون لولا حضور الدعم الكبير من قبل أغلب الراغبين بعودة الميناء إلى أحضان الممتازة، ولعل في طليعة صور المساندة تلك، هي منصة التحشيد الكبيرة، التي سبقت المباراة وتصدى لها الإعلام المُنصف والجمهور الوفي المُحب للفريق الأزرق، ويقيناً هنا انه لا يُمكن القفز على جهود رئيس وأعضاء الإدارة، وكذلك السعي الحثيث للجهاز الفني والأداء الناجح للاعبين، الذين قدموا مباراة كبيرة، إلا أنَّ الإعلام والجمهور أكدا في هذه المناسبة أنهما شركاء ايجابيون في إصابة الميناء للانتصار في مباراة لم تتوقع الحسابات الفنية لها قبل ذلك أن تُحسم بهذه الصورة.

وبلا ريب، فان تواجد الميناء في المنافسات الأولى كان بمثابة درس قاس، وهو يُمثل بحيثياته محطة سلبية، دفع فيها البصري العريق ضريبة سوء التخطيط، لكنه في نفس الوقت كان درساً مطلوباً وغاية في الأهمية، إذ انه أسس لفلسفة إدارية جديدة غايتها الأولى إعادة ترتيب أوراق (السفانة)، والشروع برؤية مُغايرة ستأتي أُكلها نتائج أكثر إيجابية تتناغم من حجم الدعم والرعاية المقدم للتشكيلة..وبعد ظفره ببطاقة العودة إلى الدوري الممتاز، فانه يتحتم على الميناء -من إدارة وجهاز فني ولاعبين - أن يُدرك أنَّ الرحلة الجديدة لا ينبغي أن تأتي استنساخاً للرحلة (السلبية) السابقة، لأنها تتطلب تغييرات كبيرة وجوهرية لتجنب الوقوع في ذات فخ العمل الإداري غير الواضح والمشوار الفني السلبي..وبكل تأكيد، فانَّ المشوار الجديد لن يتحمل الصورة المُشوشة، التي بدا فيها الفريق في بعض مباريات الدرجة الأولى، والتي كادت تجعله أسير البقاء في دوري المظاليم، لانَّ المُنافسات المُمتازة لن تقبل سوى بفريق هضم الحال، التي دفعت به إلى الخلف.

ونعتقد انه وبوجود إدارة حثيثة تمتلك رغبة حقيقية في إعادة ترتيب أوراق (السفانة) مع توفر إمكانية مالية جيدة ورؤية تدريبية مُستدامة التطور، فانه يُمكن للميناء أن يُؤسس لرحلة ناجحة في الدوري المُمتاز من خلال اعتماد تشكيلة يستحق عناصرها تمثيل فريق بمكانة الميناء وحجم تطلعات جماهيره، التي لن ترضى أن يُعاود (عنوان البصرة) تعثراته في منافسات الكبار وهو أمر يُعضده تفكير الإدارة، ولاسيما رئيسها فرحان الفرطوسي، الذي قال في تصريح صحفي: إنَّ العودة لن يُرافقها تعثر ونحن نتطلع لان نكون مُنافسين في الدوري الممتاز..تأسيساً على ذلك ،فان مُؤشر عمل الإدارة باتجاه تقديمها لمُمتازة الدوري لفريق بصري كبير أخذ بالارتفاع وهي حال نتمناها جميعاً للميناء، الذي يعتبره عشاق الازرق العريق، ملح مُسابقة الكبار.