متلازمة الأداء وعقدة المدربين

الرياضة 2023/05/06
...

خالد جاسم
*من بين ما يجب التوقف عنده خلال متابعتنا لمباريات دوري الكرة الممتاز للموسم الحالي هو افتقار فرقنا الكروية إلى الاستقرار الفني الذي انعكس غيابه على جودة الأداء والمستوى الفني العام للمسابقة نتيجة طول الموسم الكروي والافتقار المعروف إلى الكثير من المقومات التي تدعم عمل الأندية وتهيئتها لفرقها خلال الموسم .. وعدم الاستقرار هذا كانت له نتائجه السلبية على صورة أداء الفرق واللاعبين كما وضع المدربين في حالة من العجز أو ضعف القدرة على إحداث المعالجات الفنية ووضع البدائل التكتيكية المناسبة والمطلوبة، ونتيجة حضور الفوارق الفنية الكبيرة بين الفرق المتنافسة أمر يدعونا إلى مناشدة اتحاد الكرة بالتخلي عن فكرة العمل بأسلوب الدوري الحالي وتجديد التمني على اقتصار الدوري الممتاز على 16 فريقاً كل منها هو جدير باحتلال مقعده الوثير في المقصورة الممتازة لكي نضمن حضور جودة الأداء وقوة التنافس وحلاوة المتابعة من جهة ولكي تتمكن إدارات الأندية من وضع برامج إعداد فرقها وفق روزنامة كروية واضحة ومحددة المعالم وليس بالطريقة التي جرت بها الأمور هذا الموسم من جهة ثانية. وباستثناء بعض مباريات الدوري لم نشاهد  مستوى فنياً يوحي لنا بأن ما نشاهده هو النخبة الكروية في العراق، وبالتأكيد فأن بلوغ فرق الشرطة والزوراء والجوية المرحلة المتقدمة من المنافسات وهي تقدم صوراً أكثر تقدماً من النواحي الفنية كان بسبب بلوغ تلك الفرق مرحلة الاستقرار الحقيقي فنياً وبدنياً الأمر الذي انعكس على جودة أدائها وارتفاع مستوى المباريات وتمتعنا بوجبات كروية ممتعة وجميلة وإن كان المستوى الفني العام لم يرتق إلى مستوى التمنيات نتيجة الاستنزاف الذي تعرضت له تلك الفرق من جراء امتداد زمن المسابقة لمسافة طويلة ومنهكة في نفس الوقت .والملاحظة الأخرى الجديرة بالذكر تكمن في طريقة تعاطي إدارات الأندية مع مدربي فرقها الكروية والتي تشكل إحدى المتلازمات اللافتة التي شاهدناها في دوري الموسم الحالي وهذه الطريقة التي اختلفت فيها نظرة الأندية وإداراتها تجاه مدربيها وانعكاسات ذلك على واقعها الميداني في المباريات ما زالت تفتقر إلى قواعد العمل الصحيح والتعامل الحضاري بين الإدارات والمدربين .. فالاستقالات المعلنة لبعض المدربين ما كان لها أن تحدث لولا بلوغ العلاقة بين هؤلاء وإدارات أنديتهم مرحلة من التأزم والشد والجذب الذي لا يخدم اللعبة أصلا كما افتقد المدربون للفسحة اللازمة من الوقت في اثبات قدراتهم مثلما وضع إدارات الأندية على محك المسؤولية الحقيقية في تحمل تبعات فشل فرقها الكروية حتى وإن كان هؤلاء المدربون لهم اليد الطولى في انتكاسات فرقهم لكن أن تتم عملية إقصائهم وفق الصورة أو الطريقة التي حدثت فهذا مؤشر واضح على حضور خلل كبير في عمل إدارات تلك الأندية كما يؤشر انفراطاً في عقد الثقة بين المدربين والادارات المسؤولة عن أنديتنا .. وهكذا في بقية المتوازية المعروفة التي تنسج لنا خيوط العلاقة الهلامية التي تربط إدارات الأندية بالمدربين والأمثلة والحكايات هذا الموسم كثيرة ولا تحتاج منا إلى تذكير بأبطالها من الإدارات وضحاياها من أصحاب السراويل التدريبية.