سرور العلي  

منذ سن صغيرة شغفت يقين نعمة الحاصلة على بكالوريوس علوم طبية بقسم صحة البيئة ودبلوم صيدلة بالرسم، وكانت تشاهد برنامج «كيف ترسم الكارتون»، للرسام بروس بليتز على قناة سبيستون، وتقلد ما تشاهده، وكانت ترسم للتسلية وقضاء وقت الفراغ في العطل الصيفية، ثم تركت الرسم بسبب إنشغالها في الدراسة، وفي آخر مرحلة من الجامعة عادت له، بأدوات بسيطة، وبتشجيع من صديقاتها، وكانت تخوض تدريبات مكثفة بحوالي 6 ساعات يومياً، لتطور من إمكانياتها.

خط ورسم 

وعن الأفكار التي تود إيصالها من خلال أعمالها، وكيف تختار الفكرة لفتت يقين إلى أنه حتى لو لم يفهم الجمهور اللوحة، فالمهم شعوره بشيء من الراحة، ويرى الجمال ويشعر بالألوان، إما في ما يتعلق باختيار الفكرة، ففي  بداية مشوارها في الرسم كانت مغرمة برسم الأشخاص أو ما يسمى بالبورتريه، ورسم العينين، والرسم الواقعي واختيارها للفكرة تكون لصورة أو لرسم قريب أو مشابه لشخصيتها أو ما يثير اهتمامها.

وفي سؤالنا لها عن دمج الرسم والخط العربي بلوحاتها وعن نوع الخط المستخدم أجابت:

«أنا جدا شغوفة بالخط العربي، لا سيما خط الرقعة والنسخ، وأحببت تجربة الخطوط على اللوحات بأسلوب جمع الرسم والخط في آن واحد، مع أنني لست بخطاطة محترفة، إنما فقط كانت تجارب ونجحت.

صعوبات 

وأشارت إلى أنها كانت تعاني من ضيق الوقت، بسبب انشغالها في الدراسة، وشعورها بألم في عينيها ببعض الأحيان، لكن لله الحمد تجاوزت تلك المصاعب بعد التخرج والعلاج، وعدم الإرهاق الشديد، وكذلك الرسم بصورة متقطعة، وفي بداياتها كان العمل الواحد يستغرق منها الكثير من الوقت، ثم أصبحت أكثر خبرة، كما أن الأمر يعتمد على حجم اللوحة، ودقة التفاصيل، والخامة المستخدمة، مثلا الرسم بالألوان الخشبية، كانت يستغرق منها بين 35 إلى 50 ساعة أو أكثر، بينما الرسم بالفحم يستغرق 25 ساعة، والرسم بالاكريليك جدا ممتع، ويأخذ وقتا أقل، كونه يجف ويمتزج بسهولة تامة، ويبقى حجم اللوحة هو الذي يحدد الوقت، أما المواد التي تستخدمها، فهي: الفحم، الرصاص، الاكريليك، الألوان المائية والخشبية، وتكون من علامات تجارية مختلفة لكل خامة، إضافة إلى استخدامها أدوات كثيرة أخرى ومنها، الفرش، والكانفاس، وأوراق حسب الوزن، والخشونة. 

وأكدت « قبل البدء في أي عمل أو لوحة يجب تحديد نوع الخامة التي سوف تستخدم، والورق والحجم، ثم تأتي أهم مرحلة وهي التخطيط، ورسم سكتج مسبقاً مخطط بورقة، ثم ينقل للوحة التي سوف يرسم بها العمل، والتخطيط يعدَّ هو أساس اللوحة، لذا يجب أن يكون دقيقا ومتقنا قبل البدء بالتلوين».

تجارب ناجحة 

ولم تكتف يقين بالرسم، بل جربت النحت، وقامت بنحت مجسمات صغيرة، وكانت تجربة ممتعة، وتعتقد أن لديها الشغف بهذا الفن أيضاً، ويمكنها تجربة أساليب جديدة مستقبلاً حسب ما تقول، وتطمح للوصول إلى النموذج المشابه لشخصيتها وأفكارها، وتكون لها لمسة خاصة بها، وتسعى لرسم أعمال أخرى بخامات جديدة، وعن دور منصات التواصل الاجتماعي في الترويج لأعمالها، أوضحت أن تلك الوسائل لا سيما موقع «انستغرام»، كان له دور كبير بنشر لوحاتها وتقديمها إلى الآخرين، كذلك لها دور بتحسين أدواتها ورسمها، عن طريق التغذية البصرية من خلال مشاهدتها أعمال العديد من الفنانين، وشاركت ببازار لأطفال أمراض السرطان للتبرع لعلاجهم.

مصدر رزق 

وبينت يقين أنها من خلال الرسم حققت عائداً مادياً، بتلبية طلبات الزبائن بخامات مختلفة، ما يشجعها على الحماس والإبداع المستمر، كذلك فإن لأسرتها دورا مهما، بدعمها وشراء الأدوات والألوان لها. 

وختمت حديثها بالقول:

«أتمنى من الآخرين الاهتمام بالفن وبكل أنواعه، ويستمتعون به مثل الموسيقى والكتب وغيرها، فالفن حياة، وانعكاس للروح، كما أتمنى أن يحصل الفنانون على الدعم والتقدير».