بغداد: نور اللامي
ارتدى زياد جسام مخيلته، وغاص في قاع النهر لينتج معرضه الفني الأخير الذي أقيم مساء الخميس الماضي، في قاعة المعهد الفرنسي في بغداد، بعنوان "قاع النهر" وقدم فيه جسام توليفة من الأعمال المركبة واللوحات المرسومة التي جسدت ذكريات قاع النهر ونفائسه الإنسانية ومخزوناته الحضارية، وما يمكن أن تنطوي عليه الأعماق من حكايات صورها حسب رؤيته الفنية بأسلوب متفرد قاده إلى البحث في الكيمياء عن مادة تساعده على إدامة زمنية أعماله لتحاكي واقع كنوز الأعماق.
وقال الفنان زياد جسام: "اشتغلت في هذا المعرض على الأعمال التركيبية ورسم ما يضمه النهر من أسرار وأشياء ننتشلها دائماً، بعض الموجودات ليست حقيقية إنما صنيعة المخيلة وبعضها واقعي له علاقة بتاريخ المدينة وذكرياتها"، مؤكداً: "اقتربت من الطرح الجمالي الإيجابي الثقافي وابتعدت عن سوداويات الحروب، والرسائل الإنسانية في الأعمال تعتمد على تأويل المتلقي وترتبط بوعيه وذاكرته". وأفادت مديرة المعهد لورانس لوفاسور: "أرحب بحضور معرضنا ومعهدنا على أرض بغداد الجمال وضفاف دجلة الحب، وأهلاً بفناني العراق جميعاً، يتشرف المعهد الفرنسي باحتضان هذا المعرض المعبر عن واقع العراق ونهره وقصصه بكل ما فيه من شجون وجدانية" مبينة: "سبقت المعرض لقاءات عديدة مع الفنان زياد جسام للنقاش حول فكرة الأعمال المشتغلة ورسالتها وعندما وجدتها تتلاءم مع مشاعرنا ورؤيتنا لم نتردد في قبول افتتاح معرضه الشخصي عندنا فهو قدم الأعمال التي كنت أبحث عنها شخصياً".
ونوه الفنان د. جمال العتابي: "زياد جسام واحد من الفنانين الشباب المجتهدين والمثابرين المجددين، متنوع الأساليب والتقنيات"، مواصلاً: "كان يعتمد على الفضاءات في أعماله، إلا أنني ألاحظ تحولاً في الأسلوب وفي التقنيات وهذا التحول يأتي في مسار الفنان مشروعاً وطبيعياً". وتابع: "ما قدمه زياد جسام في معرض "قاع النهر" محاولة للغوص في الأشياء والأعماق نحو معانٍ وتجليات مرتبطة بمفردات فنية جسدها في تراكيبه وشكلت إضافة لمسار الفن التشكيلي العراقي".