{ليلى وأخواتها}.. منعته الرقابة وكرمه {كان}

ثقافة 2023/05/08
...

علي حمود الحسن
أتاحت لي "سينمانا"مشاهدة الفيلم الإيراني اللافت "ليلى وأخواتها"(2022) للمخرج المتوهج سعيد سيمائي، الذي أسهم في كتابة السيناريو للفيلم بالتشارك مع جعفر ازاديان كاتب سيناريو فيلم "الحرب العالمية الثالثة".

الفيلم الذي جمع بين الواقعية والميلودراما والتراجيديا والكوميديا السوداء، من دون الانزلاق في حبائلها، يحكي بإسهاب محبب على مدار ساعتين و45 دقيقة، الأيام العصيبة لأسرة "جوربلو"، التي تعاني فقراً وديوناً، ولا مورد لها سوى الراتب التقاعدي لأب ملتبس مدمن مخدرات،  ومحاولة أختهم الوحيدة ليلى إنقاذ أسرتها (أربعة إخوة عاطلين عن العمل وأبوين مسنين) من الإفلاس، وذلك بالمغامرة في مشروع تجاري راهنت فيه بكل ما تبقى من مدخرات الأب، لكن أحلامها تتبدد بفعل تقلبات العملة الإيرانية، شبه المنهارة نتيجة لحصار اقتصادي كوني خانق.

قدم روستايي شخصياته ببراعة في المشاهد الافتتاحية ليدخلنا في خضم هذه الأسرة البائسة، التي تجاهد للعيش في كرامة وسط تقلبات اقتصادية واجتماعية عاصفة، إذ تقترب الكاميرا من إسماعيل (سعيد بورسا ميمي) الأب المتكور على نفسه بشعره الكث الأبيض وشواربه المصفرة، وهو ينفث دخان سيجارته بعصاب ظاهر، بعدها ينتقل إلى علي رضا(نافيذ محمد زادة) الأخ الأوسط المسالم والمتردد، الذي يعمل في مصنع حديد ضخم، أفلس صاحبه فيخوض عماله احتجاجات دامية، من أجل الحصول على أجورهم لثمانية شهور مضت، وبلقطات متبادلة نتعرف على ليلى (تارة علي دوستي)الأخت التي تعمل وتعيل هذا الجوق، فضلاً عن عنايتها بأبويها المسنين، حتى أنها نسيت نفسها، وبمونتاج متبادل نسمع دقات جهاز " المساج " على ظهرها الممروض بالتزامن مع ركل رجال الحرس العمال المنتفضين، بعدها يعرفنا المخرج  بالأخ الأكبر بارفيز(فرهاد اصلاني) الساخر، والذي يتحمل أعباء خمسة أطفال، ويعمل منظفاً في دورة مياه في مجمع تجاري، بينما بدا فرهاد(محمد علي محمدي) الأخ الأوسط الرياضي، أقل مشاكسة وأكثرهم هدوءاً، على الرغم من بطالته، أما منو شهر (بيمان معادي)الأخ الرابع فهو مطلق ومنمر في أعمال غير مشروعة وضحية عمليات نصب تبلغ أكثر من مليار، ما يجعله يهرب خارج البلد بجواز أخيه، مشكلات يومية وصراع مع الأب الذي أخفى مبلغاً معتبراً من المال عن أولاده وهم في أشد حاجتهم إليه، ومحاولته الحصول على لقب شيخ من زعيم عشيرتهم البرجوازي، مقابل ما أدخره من قطع ذهبية، ما يجعل ليلى تنهار وتصفع أباها في سابقة لم تشهدها السينما الإيرانية.